رحلة المرأة الريفية من الحظيرة إلى السوق لدعم الاقتصاد المحلي
كتب-محمد أشرف
في ظل السعي المتواصل لتعزيز دور المرأة الريفية في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي، يبرز إسهامها الكبير في قطاع الثروة الحيوانية كأحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة في المجتمعات المحلية.
وفي تصريح خاص “لهواها بيطري “صرحت الدكتورة نرمين جودة شفيق، مديرة قسم تقييم اللقاحات الفيروسية بالمعمل المركزي للمستحضرات البيطرية، للوقوف على أهمية دور المرأة الريفية في تربية الحيوانات، والتحديات التي تواجهها، والفرص المتاحة لتمكينها وتطوير مهاراتها في هذا المجال الحيوي.
-ما الدور الذي تلعبه المرأة الريفية في تربية الحيوانات داخل المجتمع المحلي؟
تلعب المرأة الريفية دورًا محوريًا وحيويًا، وغالبًا ما يمثل أساس العملية الإنتاجية في تربية الحيوانات. وتشمل مهامها اليومية:
• توفير الغذاء والماء للحيوانات.
• تنظيف الحظائر والحفاظ على بيئتها الصحية.
• العناية بالحيوانات الصغيرة وتقديم الرعاية الأساسية لها.
• الحلب وتجهيز منتجات الألبان.
• جمع البيض وتسويق الفائض من المنتجات الحيوانية.
وفي كثير من المجتمعات، تعد المرأة المسؤول الأول عن تربية المواشي والدواجن، وتساهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي للأسرة والمجتمع المحلي.
– هل تسهم تربية الحيوانات في تحسين مستوى المعيشة؟
بالتاكيد تسهم تربية الحيوانات بشكل مباشر في تحسين مستوى معيشة الأسر الريفية، إذ توفر مصدرًا دائمًا للدخل من خلال بيع الألبان، البيض، الصوف، والحيوانات الصغيرة والكبيرة. ويساعد هذا الدخل الأسر على تلبية احتياجاتها اليومية والتعليمية والصحية، ويحدّ من معدلات الفقر، مما يمنح المرأة الريفية استقلالًا اقتصاديًا أكبر.
– ما أبرز التحديات التي تواجه المرأة في هذا القطاع؟
تواجه المرأة الريفية عدة تحديات، أبرزها:
• اقتصادية: نقص رأس المال اللازم لبدء المشاريع أو تطويرها، وارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات الإنتاج.
• اجتماعية: بعض العادات والتقاليد التي تحدّ من مشاركة المرأة في الأسواق أو الأنشطة الخارجية.
• معرفية: ضعف الوعي بأساليب التربية الحديثة والرعاية الصحية للحيوانات، وطرق التعامل مع الأمراض الوبائية.
• بيئية: تأثر الإنتاج الحيواني بالتغيرات المناخية، مثل ارتفاع درجات الحرارة أو موجات الجفاف.
-كيف يتم التعامل مع الأوبئة ونفوق الحيوانات؟ وهل توجد معايير كافية لذلك؟
تُبذل جهود متعددة لمواجهة هذه المشكلات، منها:
• تنظيم برامج للتوعية والإرشاد الزراعي عبر الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية.
• توفير الخدمات البيطرية بأسعار رمزية في بعض المناطق.
• إطلاق مبادرات للكشف المبكر عن الأمراض الحيوانية المعدية.
• إصدار أدلة إرشادية للرعاية الصحية والتغذية السليمة واستخدام المستحضرات البيطرية، إلا أن مدى وصولها إلى جميع النساء الريفيات يختلف من منطقة لأخرى.
-هل توجد مبادرات لدعم المرأة الريفية في هذا المجال؟
نعم، هناك مبادرات عديدة، منها:
• مبادرات حكومية مثل “حياة كريمة” في مصر، التي تركز على التمكين الاقتصادي للمرأة.
• شراكات بين منظمات دولية كمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وجمعيات أهلية، لتوفير قروض صغيرة ومشروعات مدرة للدخل.
• برامج تدريبية لتمكين المرأة من إدارة المشاريع الصغيرة وتصنيع المنتجات الغذائية من مشتقات الإنتاج الحيواني.
-هل توفر تربية الحيوانات فرص عمل للمرأة الريفية؟
نعم، توفر تربية الحيوانات فرص عمل، وإن كانت غالبًا غير رسمية أو ضمن إطار العمل الأسري. وتسعى بعض المبادرات إلى تنظيم هذه الأعمال من خلال:
• إنشاء جمعيات تعاونية نسائية لتطوير المهارات والمشاريع.
• توفير وظائف لائقة تدرّ دخلًا أفضل، سواء داخل المزرعة أو خارجها.
-هل هناك توجه للتوسع في النشاط أو إدخال أنواع جديدة من الحيوانات؟
بالتاكيد هناك توجه لتطوير النشاط من خلال:
• تحسين السلالات الحالية لزيادة إنتاج اللحوم والألبان.
• تشجيع مشاريع تربية أنواع ذات مردود اقتصادي مهم مثل النحل والماشية.
• استخدام تقنيات حديثة كالتلقيح الاصطناعي لتحسين الصفات الوراثية وزيادة الإنتاجية.