من المدرج للمزرعة.. د. أحمد سمير: نُعيد صياغة التعليم البيطري ليواكب احتياجات السوق المحلي والعالمي
كتب-محمد أشرف

في ظل ما تشهده مصر من تطور كبير في المنظومة البيطرية وتكامل الجهود بين الجامعات والهيئات الحكومية لتعزيز كفاءة القطاع الحيواني، تبرز كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة كنموذج رائد في التعليم والتأهيل والتدريب التطبيقي.
يتقدم موقع «هواها بيطري» بخالص التهاني والتبريكات إلى الأستاذ الدكتور أحمد سمير بمناسبة توليه منصب عميد كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، متمنين له دوام التوفيق والسداد في قيادة الكلية نحو مزيد من التقدم والتميز.
وفي حوار خاص لـ «هواها بيطري»، أكد الدكتور أحمد سمير، عميد الكلية، التعاون القائم مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وجهود الكلية في تأهيل الطلاب لسوق العمل، إلى جانب رؤيته لتطوير المنظومة البيطرية في مصر خلال الفترة المقبلة.
هل هناك تعاون بين كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة وهيئة الخدمات البيطرية؟
بالتأكيد، هناك تعاون وثيق ومستمر بين الكلية والهيئة العامة للخدمات البيطرية في مجالات متعددة، أبرزها تدريب الطلاب ميدانيًا داخل الوحدات والمعامل البيطرية التابعة للهيئة، بما يعزز من قدراتهم العملية ويربط الجانب الأكاديمي بالتطبيق العملي.
ونسعى خلال الفترة المقبلة إلى توسيع نطاق هذا التعاون عبر برامج بحثية مشتركة ومشروعات تطبيقية تهدف إلى حل المشكلات الميدانية التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية في مصر، ضمن استراتيجية الكلية لدعم الابتكار التطبيقي في الصناعة البيطرية.
هل يشارك طلاب الكلية في حملات التحصين القومية التي تنفذها الهيئة العامة للخدمات البيطرية؟
نعم، هناك مشاركة فعلية لطلاب الكلية في حملات التحصين الميدانية، وإن كانت بنسبة محدودة في الوقت الحالي.
ونسعى إلى زيادة حجم المشاركة تدريجيًا من خلال التنسيق مع الهيئة، بحيث تصبح مشاركة الطلاب جزءًا أساسيًا من التدريب العملي، لما لها من أثر كبير في تنمية مهارات التواصل الميداني واكتساب الخبرة العملية في التعامل مع المربين والحيوانات على أرض الواقع.
كيف ترى دور الجهات الحكومية والقطاع الخاص في دعم التعليم والتدريب البيطري؟
الدور مشترك ومتكامل. فمثلًا، معهد بحوث صحة الحيوان ومعامل إنتاج اللقاحات يلعبان دورًا مهمًا في تدريب الطلاب ضمن برامج بحثية وتطبيقية متقدمة.
كما نعمل بالتعاون مع شركات الأعلاف والأدوية البيطرية، سواء المصرية أو الأجنبية، لتأهيل الطلاب وفق احتياجات سوق العمل الصناعي.
ولدينا أيضًا تعاون مع مؤسسات كبرى مثل القوات المسلحة ووزارة الداخلية التي تمتلك وحدات ومزارع بيطرية متطورة، إضافة إلى المراكز البحثية المتخصصة، بهدف إعداد خريج مؤهل علميًا وعمليًا وفق أعلى المعايير.
كيف يستفيد الطلاب من التواصل المباشر مع المزارعين والمربين خلال فترة التدريب؟
الطالب عندما يشارك في العمل الحقلي يتعامل مباشرة مع الحيوان والمربي والمشكلة البيطرية الحقيقية، وهو ما يخلق لديه خبرة واقعية تتجاوز الجانب النظري.
هذا النوع من التدريب الميداني يُكسب الطالب فهمًا أعمق لديناميكيات المزرعة وكيفية التشخيص والعلاج الميداني، ويُعد بمثابة جسر يربط بين الكلية وسوق العمل.
ما رؤيتكم لتطوير المنظومة التعليمية في كلية الطب البيطري خلال المرحلة القادمة؟
رؤيتنا تركز على تأهيل الطلاب لسوق العمل المحلي والدولي من خلال دمج التدريب العملي في صميم المناهج الدراسية.
نعمل على تعليم الطالب ما يسمى بـ«البيزنس البيطري»، أي كيف يكون للطبيب البيطري مشروعه أو مزرعته الخاصة، وكيف يطبق مهارات الإدارة والاقتصاد الحيواني بشكل فعّال.
هدفنا أن يكون الخريج قادرًا على تأسيس مشروعات بيطرية ناجحة تسهم في الاقتصاد الوطني وتوفر قيمة مضافة للقطاع الحيواني في مصر.
ما أبرز التحديات التي تواجهكم في هذا المسار؟
من أبرز التحديات ضمان استقرار الخريج في سوق العمل وتوفير فرص تتناسب مع مؤهلاته العلمية والاقتصادية.
كما نعمل على مواجهة تحديات تطوير المناهج لتواكب التغيرات العالمية في العلوم البيطرية والتقنيات الحديثة المستخدمة في الصناعة الحيوانية.




