أزمات تربية الأسماك في مصر.. الجودة تهدد التصدير والصحة العامة

كتب-محمد أشرف

تعتبر تربية الأسماك في مصر من القطاعات الحيوية التي تلعب دوراً أساسياً في تأمين الغذاء وزيادة الدخل القومي، إلا أن الواقع الحالي يواجه تحديات كبيرة في جودة الإنتاج، وتنظيم المزارع، ومطابقة المعايير الدولية، خاصة فيما يتعلق بالتصدير، وفي تصريحات خاصة”لهواها بيطري” أكد الدكتور محمد عبد ربه، خبير الثروة الحيوانية، نسلط الضوء على أبرز مشاكل القطاع وسبل تطويره لمواكبة المعايير العالمية، وتعظيم العائد الاقتصادي للمزارعين والمستهلكين على حد سواء.

كيف تصف واقع تربية الأسماك في مصر حالياً؟
الواقع الحالي يشهد إنتاجاً غير منتظم، فمزارع الأسماك تتسم بعدم الانتظام في التربية وإدارة الموارد المائية، وسلاسل الإنتاج غالباً غير مكتملة، ما يؤثر على جودة الأسماك وصلاحيتها للأسواق المحلية والدولية.
وما أبرز أنواع الأسماك التي يستهلكها الشعب المصري؟
يفضل المصريون استهلاك البلطي، البوري، الجمبري، والكابوريا، وهي تمثل حوالي 80% من تكلفة الإنتاج، ما يجعل التركيز على تحسين إنتاجها وجودتها أمراً بالغ الأهمية.
ماذا عن الإنتاج والاستهلاك مقابل التصدير؟
حتى الآن، مصر لا تصدر إلا كميات محدودة من الأسماك، والبلطي يظل الأكثر إنتاجاً. أما التصدير الحقيقي، فهو مخصص لدول أخرى تعتمد تحسين جودة الأسماك لتلبي المعايير الأوروبية، وهو ما لا يزال يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لمنتجاتنا، مثل معلبات التونة والأسماك التي تحتوي أحياناً على مستويات مرتفعة من السموم.
وما أبرز التحديات التي تواجه المزارع؟
هناك عدة تحديات، أهمها:
• غياب التنظيم في التربية والإنتاج داخل المزارع.
• الحاجة إلى تحسين الجينات وأمهات الأسماك لإعادة هيكلة الإنتاج.
• تحسين الفلاتر ونظام إدارة المياه لتقليل التلوث الناتج عن الصرف الزراعي.
• مواجهة الأمراض الجديدة مثل Streptococcus.
• الاستعداد لمواجهة صدمات الإجهاد الحراري في الصيف، والتي تؤثر على معدلات النمو والبقاء.
كيف يمكن تطوير القطاع للوصول لمستوى أفضل؟
تطوير القطاع يتطلب:
• توعية المزارعين وتدريبهم على أساليب التربية الحديثة.
• اعتماد برامج علمية لتحسين الإنتاج والجينات.
• تطوير نظم مراقبة المياه والملوثات.
• الاستثمار في تقنيات إدارة الإنتاج لتقليل الخسائر وزيادة الجودة بما يتوافق مع المعايير الدولية.
ما رسالتك لمزارعي الأسماك والمستهلكين؟
رسالتي هي أن الاستثمار في الجودة والصحة العامة للأسماك ليس رفاهية، بل ضرورة لضمان إنتاج مستدام وآمن، ولتحقيق عوائد اقتصادية حقيقية للمزارعين، وتقديم منتج صحي للمستهلك المصري والعالمي.