خبراء تغذية الدواجن يحددون الحدود الآمنة لاستخدام الخامات العلفية: الزيوت ومخلفات المجازر في الميزان

أكد م.مصطفي عامر خلال برنامج «سر المربي الناجح» المذاع عبر راديو «هواها بيطري» أن الالتزام بالحدود العلمية لاستخدام الخامات العلفية يُعد عاملًا حاسمًا في تحسين الأداء الإنتاجي للقطعان، وتفادي المشكلات الصحية والخسائر الاقتصادية، مشددين على أن أي تجاوز للحدود الموصى بها قد يؤدي إلى نتائج عكسية رغم توافر الخامة وجودتها.
تناولت الاستخدام الأمثل للخامات العلفية، لا سيما الزيوت النباتية ومخلفات مجازر الدواجن، ودورها في علائق دجاج التسمين وبيض المائدة، من منظور علمي وتطبيقي يخدم المربين على أرض الواقع.
الزيوت النباتية.. مصدر طاقة أساسي بشروط
وأوضح م.مصطفي عامر أن الزيوت تُعد من أعلى مصادر الطاقة في أعلاف الدواجن، متقدمة على الحبوب، فضلًا عن احتوائها على أحماض دهنية أساسية وفيتامينات ذائبة في الدهون مثل (A – D – E)، إلى جانب دورها في تحسين امتصاص العناصر الغذائية وتقليل التأثيرات السلبية للسموم الفطرية.
وأشار م.مصطفي إلى أن زيت فول الصويا يُعد الأكثر استخدامًا في السوق المحلي، يليه زيت عباد الشمس، مع اختلاف المحتوى الطاقي من زيت لآخر.
الحدود الموصى بها لإضافة الزيوت:
• دجاج التسمين:
o مرحلة البادئ: 2% (20 كجم/طن)
o مرحلة النامي: 3% (30 كجم/طن)
o الحد الأقصى:
البادئ: 4%
النامي/الناهي: 5–6%
• دجاج بيض المائدة:
o الاستخدام الأمثل: 1.5 – 2.5%
o الحد الأقصى: نحو 3%
وشدد م.عامر على أن تجاوز هذه النسب قد يؤدي إلى تراجع التحويل الغذائي واضطرابات هضمية، رغم الفوائد الكبيرة للزيوت عند استخدامها بشكل مدروس.
مخلفات مجازر الدواجن.. فائدة مشروطة بالجودة
وفيما يتعلق بمخلفات مجازر الدواجن، أوضح الخبراء أنها تمثل مصدرًا بروتينيًا وطاقة بديلة، إلا أن قيمتها الغذائية تختلف بشدة تبعًا لجودة التصنيع ونسب المكونات، خاصة نسبة الريش، التي تؤدي زيادتها إلى انخفاض القيمة الهضمية وارتفاع المشكلات الصحية.
وأكد م.مصطفي أن المخلفات الجيدة يجب ألا تقل نسبة البروتين فيها عن 60%، مع ضرورة التحكم في التلوث البكتيري الناتج عن سوء التصنيع أو التخزين.
معدلات الاستخدام الموصى بها:
• دجاج التسمين:
o البادئ والنامي: حتى 2% (20 كجم/طن)
• دجاج البياض:
o من 2 – 3% (20–30 كجم/طن)
• الحد الأقصى لجميع المراحل: 4% (40 كجم/طن)
وحذر م.مصطفي من أن الزيادة عن هذه الحدود قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التلوث ببكتيريا الإيكولاي والكلوستريديا، ما ينعكس سلبًا على صحة الأمعاء وكفاءة التحويل الغذائي.
مصادر حيوانية أخرى تحت المجهر
حيث أكد م.مصطفي عدم جدواه في تغذية الدواجن لضعف قيمته الهضمية، مقارنة باستخدامه المحدود في دول تمتلك تقنيات متقدمة لمعالجة الكيراتين، وهي تقنيات غير متوافرة محليًا.
كما تمت مناقشة مسحوق السمك باعتباره مصدرًا عالي القيمة من البروتين والأحماض الأمينية، مع توصية بإضافته بنسبة 2–3% كحد أمثل، مع ضرورة التأكد من جودة التصنيع ومصدر الخام.
فقد أوضح م.عامر أنه مصدر ثلاثي الفائدة (بروتين – كالسيوم – فوسفور)، شريطة التأكد من عدم الغش التجاري والالتزام بمعدلات الإضافة الآمنة التي تتراوح بين 3–4%، وبحد أقصى 5–6% في جميع المراحل.
رسالة للمربين
واختتم الخبراء بالتأكيد على أن المعرفة الدقيقة بالحدود الدنيا والقصوى لكل خامة علفية تمنح المربي القدرة على تقييم أي توصية فنية، والتمييز بين التطبيق العلمي السليم والممارسات الخاطئة، مشددين على أن جودة العليقة لا تقاس بتكلفتها، بل بمدى توافقها مع احتياجات الطائر وقدرته على الاستفادة منها دون أضرار.



