«الباستريلا» في الأرانب.. العدو الخفي الذي يهدد الإنتاج وصحة القطيع
كتبت ـ هاجر كمال

تُعد الباستريلا (Pasteurellosis) واحدة من أخطر الأمراض البكتيرية التي تصيب الأرانب، لما تسببه من خسائر اقتصادية كبيرة في مشاريع التربية، سواء المنزلية أو التجارية، نتيجة ارتفاع نسب النفوق وانخفاض معدلات النمو والتكاثر.
ما هو مرض الباستريلا؟
هو مرض بكتيري معدٍ تسببه بكتيريا Pasteurella multocida، تنتقل بسهولة بين الأرانب من خلال الرذاذ التنفسي أو ملامسة الإفرازات، خاصة في المزارع ذات التهوية الضعيفة أو الكثافة العالية.
طرق العدوى وانتشار المرض
تنتشر “الباستريلا” بسرعة في البيئات المغلقة والرطبة، وتُعد الأرانب الحاملة للعدوى مصدرًا رئيسيًا للمرض حتى وإن لم تظهر عليها الأعراض.
كما يمكن أن تنتقل العدوى عبر أدوات التغذية أو العاملين أو الهواء الملوث بالإفرازات الأنفية.
الأعراض الإكلينيكية
تختلف حدة الأعراض حسب شدة الإصابة، وتشمل:
- عطس متكرر وإفرازات أنفية وعينية.
- صعوبة في التنفس وصوت “خرخشة” في الصدر.
- التهاب في الأذن الوسطى قد يؤدي إلى ميل الرأس.
- فقدان شهية، ضعف عام، وانخفاض الخصوبة.
- في الحالات الشديدة قد تحدث نوبات نفوق مفاجئة داخل القطيع.
الأضرار الاقتصادية
تؤدي الإصابة بالباستريلا إلى:
- تراجع معدلات النمو والإنتاج.
- انخفاض الخصوبة ومعدلات الولادة.
- زيادة تكاليف العلاج والعزل.
- خسائر مباشرة بسبب النفوق.
الوقاية والسيطرة
الوقاية تبدأ من الإدارة الصحية الجيدة داخل المزرعة:
- توفير تهوية مناسبة وتقليل الرطوبة.
- عزل الأرانب المصابة فورًا.
- تطهير الأقفاص والأدوات بانتظام.
- تجنب ازدحام الحيوانات في مساحة محدودة.
- دعم المناعة من خلال تغذية متوازنة ومياه نظيفة.
كما يُنصح باستخدام اللقاحات الوقائية في المزارع التي سبق تسجيل حالات إصابة بها.
وتزداد أهمية التدخل العلاجي السريع باستخدام المضادات الحيوية المناسبة، خاصة في مشروعات التربية التي تعتمد على البطاريات أو خلال عمليات النقل، إلى جانب تطبيق برامج الأمان الحيوي (Biosecurity) التي تحدّ من فرص انتقال العدوى وتحافظ على سلامة القطيع.
دور الطبيب البيطري
يقوم الطبيب البيطري بتشخيص المرض عبر الفحص الإكلينيكي أو التحاليل المعملية، ووضع خطة علاجية تتضمن مضادات حيوية مناسبة وعزل الحالات المصابة لحماية باقي القطيع.
ويمثل مرض الباستريلا في الأرانب تحديًا حقيقيًا لمربي الأرانب، لكنه قابل للسيطرة والوقاية إذا تم الالتزام بالإدارة الجيدة والنظافة المستمرة، مما يضمن إنتاجًا صحيًا واقتصاديًا مستدامًا.



