أخبار وتقارير

التربية العشوائية تهدد استقرار إنتاج الدواجن في فصل الشتاء

كتب-محمد أشرف

أكد الدكتور محمد عبد المجيد، مدير الدعم الفني للأعلاف الحيوانية بشركة ايفرجرو، أن التغذية تمثل النسبة الأكبر من تكلفة الإنتاج الحيواني، مشيرًا إلى أنها تشكل ما بين 75% إلى 80% من إجمالي تكلفة دورة الإنتاج، ما يجعل تطوير منظومة الأعلاف وتحسين كفاءتها أمرًا حيويًا لضمان استدامة القطاع وتحقيق العائد الاقتصادي المرجو.

التحول نحو الأعلاف النباتية بعد أزمة “جنون البقر”
أوضح د. عبد المجيد في تصريحات خاصة”لهواها بيطري” أن العالم شهد تحولًا جذريًا في مكونات الأعلاف عقب ظهور مرض جنون البقر، حيث بدأ الاتجاه تدريجيًا نحو الاعتماد الكامل على الأعلاف النباتية، مع تقليص أي مكونات ذات أصل حيواني داخل التركيبات العلفية.
وقال: “اليوم أصبحت التغذية تعتمد كليًا على مصادر نباتية مثل الخُضَر وفول الصويا ومنتجاتها، إلى جانب بعض المركبات المعدنية مثل ثنائي فوسفات الكالسيوم الذي يُعد مصدرًا أساسيًا للكالسيوم والفوسفور الضروريين للنمو وتنظيم الطاقة داخل جسم الحيوان.”

الذرة وفول الصويا.. العمود الفقري لصناعة الأعلاف
أشار مدير الدعم الفني إلى أن الذرة وفول الصويا يمثلان العمود الفقري لأي تركيبة علفية، ويتم تدعيمهما بمكونات أخرى مثل جلوتين الذرة، وزيت الذرة، وثنائي فوسفات الكالسيوم، موضحًا إلي أن هذه التركيبة المتوازنة توفر احتياجات الحيوان من الطاقة والبروتين والمعادن.
وأضاف: “في بعض الدول يُمنع استخدام القمح في الأعلاف بموجب القانون حفاظًا على مصلحة الإنسان، لكننا في مصر نسعى إلى تحقيق التوازن بين الاستخدام الغذائي والصناعي للحبوب بما يخدم المربي والمستهلك معًا.”

شركة “ايفرجرو”.. دعم فني وإنتاج للتصدير
أكد د. عبد المجيد أن شركة ايفرجرو تُعد من الشركات الرائدة في مجال إنتاج وتصدير الأعلاف والمكونات العلفية، مشيرًا إلى أن الشركة توفر الدعم الفني الكامل للمربين، وتعمل باستمرار على حل مشكلاتهم الميدانية وتقديم الاستشارات المتعلقة بالتغذية والإدارة الصحية للقطعان.
وأوضح أن الشركة تسعى لتقوية التواصل بين الشركات المنتجة والمربين باعتبارها “همزة وصل” لنقل التحديات من الميدان إلى مراكز اتخاذ القرار وتقديم الحلول العلمية المناسبة.

اتجاه جديد: ربط التغذية بالمناعة
كشف مدير الدعم الفني أن مفهوم التغذية لم يعد يقتصر على النمو فقط، بل أصبح مرتبطًا بـ”تعزيز المناعة”، موضحًا أن هناك إضافات حديثة دخلت في صناعة الأعلاف مثل البروبيوتيك (Probiotic) والبريبايوتيك (Prebiotic)، وهي بكتيريا نافعة تُضاف إلى العلف خلال الأسبوع الأول لتحفيز الجهاز المناعي والمعوي للطائر، مما يساهم في زيادة مقاومته للأمراض وتحسين أداء النمو.

أبرز التحديات: التربية العشوائية وغياب الوعي الوقائي
أوضح د. عبد المجيد أن التربية العشوائية تُعد من أبرز المشكلات التي تواجه قطاع الدواجن في مصر، حيث لا يلتزم بعض المربين بالإجراءات الوقائية والأمان الحيوي، في حين تحافظ المزارع النظامية على تطبيق معايير السلامة مما يحدّ من انتشار الأمراض.
وأشار إلى أن دخول فصل الشتاء يمثل تحديًا إضافيًا بسبب صعوبة التدفئة وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية، لكن القطاع في مصر يشهد تطورًا ملحوظًا في برامج التحصين ومواجهة الأوبئة.

تحصينات شاملة لحماية الطيور
أكد أن الطائر يُحصن في عمر يوم واحد ضد أمراض مثل النيوكاسل والإنفلونزا، ثم يتم تحصينه مجددًا عند عمر 18 يومًا لتقوية خط الدفاع المناعي، مشيرًا إلى أن هذه البرامج الوقائية تُعد الأساس في حماية القطيع وتقليل نسب النفوق.

الأسعار غير مستقرة وغياب الرقابة السوقية
لفت د. عبد المجيد إلى أن أسعار الدواجن والأعلاف في مصر غير مستقرة، وتتأثر بعوامل السوق دون وجود رقابة واضحة، مضيفًا أن “السعر يرتفع وينخفض من تلقاء نفسه، دون ارتباط مباشر بتكلفة الإنتاج”، وهو ما يضع المربين في مواقف صعبة خاصة في دورات التسمين التي تتراوح مدتها بين 35 إلى 40 يومًا.
واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة وجود آلية واضحة لتحديد الأسعار تضمن حقوق المربي والمستهلك، وتحقق الاستقرار في سوق الإنتاج الحيواني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى