الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لـ”هواها بيطري”: أنا ضد إعلام الحشد ومع إعلام الوعي
–التحدي هو تحقيق التوازن بين الحرية والضوابط المهنية
– أحداث غزة أثبتت لنا مدى أهمية امتلاك إعلام قوي قادر على مواجهة التضليل الإعلامي العالمي الذي شهدناه خلال الفترة الماضية
– من الضروري أن نكون واعين بدور الصحافة والإعلام في مواجهة الشائعات وحروب الجيل الرابع ومحاولات طمس الهوية
– أقول للإعلاميين، إنكم تقومون بدور خطير، فأنتم عقل الأمة وضميرها، وعليكم مسؤولية كبيرة في هذه المرحلة الحرجة
أعده للنشر:محمد اشرف
في حوار خاص بمكتبه بجريدة الأهرام ، عقد راديو “هواها بيطري” لقاءا مع الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وتناول اللقاء الذي أداره أحمد أيمن ، نقاطًا مهمة حول الأداء الإعلامي المصري ، ودور الإعلام في الفترة الحالية، وكيفية ضبط المشهد الإعلامي في مواجهة التحديات العديدة التي تواجه مصر والمنطقة
وإليكم أهم ما جاء بالحوار :
• تاريخ حافل ومحطات مضيئة:
بدأت مسيرتي بعد تخرجي في كلية الإعلام – جامعة القاهرة، ثم عملت بجريدة الأهرام كمحرر في قسم التحقيقات، وتوليت لاحقًا رئاسة القسم، ثم أصبحت مديرًا لتحرير الأهرام للأقسام المتخصصة والتحقيقات والأقسام الاقتصادية. كما كنت عضوًا في مجلس إدارة الأهرام لما يقرب من عشرين عامًا، وشغلت منصب وكيل أول لنقابة الصحفيين مع الأستاذ مكرم محمد أحمد -رحمه الله- ثم نقيبًا للصحفيين في الفترة من 2015-2017 ، وتوليت رئائسة ًمجلس إدارة مؤسسة الأهرام في عام 2017 ، ومرشح حاليا على منصب نقيب الصحفيين
• دور الإعلام في الوقت الحالي:
كان دور الإعلام وما زال هو الدور الأهم، وربما يوازي دور الجيوش في العالم. فهزيمة الدول قد تأتي بأشكال مختلفة، وكذلك انتصاراتها. لذلك، من الضروري أن نكون واعين بدور الصحافة والإعلام في مواجهة الشائعات وحروب الجيل الرابع ومحاولات طمس الهوية.
فما نشهده اليوم، خاصة مع الحرب على غزة، كشف لنا حجم السيطرة اليهودية على وسائل الإعلام العالمية، ومدى الانحياز الفاضح ضد مصالحنا وقيمنا لصالح ادعاءات كاذبة إسرائيلية وأمريكية. ومن المؤسف أن نرى العالم الذي يدّعي الحضارة وحقوق الإنسان صامتًا أمام استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطيني وإصابة ما يقرب من 130 ألفًا، أي ما يعادل نحو 18% من الشعب الفلسطيني، وهي نسبة مرعبة بكل المقاييس.وما يحدث الآن يجعلنا نتساءل أين الإعلام الغربي؟ أين الصحافة الأمريكية التي تتحدث عن الحرية وحقوق الإنسان؟ فهذه الأحداث أثبتت لنا مدى أهمية امتلاك إعلام قوي قادر على مواجهة التضليل الإعلامي العالمي الذي شهدناه خلال الفترة الماضية.
الصحافة بمختلف أشكالها تظل مهنة واحدة:في كل لقاءاتي، أؤكد أن الصحافة، سواء كانت مقروءة أو مرئية أو مسموعة، تظل مهنة واحدة. الصحفي هو من ينقل الحقيقة، سواء من خلال الجرائد أو الراديو أو التلفزيون. على سبيل المثال، شيرين أبو عاقلة كانت صحفية، وكذلك الـ209 صحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا أثناء تأدية واجبهم الصحفي، سواء في الراديو أو التلفزيون أو الصحافة الورقية أو وكالات الأنباء. في النهاية، تتعدد الوسائل لكن المهنة واحدة والهدف واحد، وهو نقل الحقيقة
• دور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في ضبط المشهد الإعلامي:
نحن نعمل منذ فترة على ضبط المشهد الإعلامي، وبدأنا بالفعل بوضع قواعد وضوابط للعديد من البرامج، مثل البرامج الدينية والرياضية والطبية والإعلانات الطبية. ونحن في مرحلة إعادة هندسة المشهد الإعلامي، وهذه العملية تحتاج إلى وقت، ولن تحدث بين ليلة وضحاها. نحن نعمل بهدوء ونَفَس طويل، لأن الأمور لا يجب أن تختلط.
وأود أن أؤكد أنني لست مع تقييد الحريات، بل أنا ضد أي إجراء يهدف إلى التضييق على الناس، لكنني في الوقت نفسه مع وضع ضوابط دون فرض قيود. التحدي هو تحقيق التوازن بين الحرية والضوابط المهنية، وهو ما نعمل عليه حاليًا، من أجل الارتقاء بالرسالة الإعلامية في المرحلة المقبلة.
وأنا ضد إعلام الحشد، وضد إعلام أحمد سعيد (الإعلام الموجه). لكنني مع إعلام الوعي، الذي يجعلنا جميعًا على قلب رجل واحد، ويعتمد على إدراك ثوابت الأمة والتمسك بها في مواجهة المخاطر التي تجتاح العالم العربي من المحيط إلى الخليج.
• رسالة للإعلاميين لضبط المشهد الإعلامي:
أقول للإعلاميين، إنكم تقومون بدور خطير، فأنتم عقل الأمة وضميرها، وعليكم مسؤولية كبيرة في هذه المرحلة الحرجة التي ربما لم تواجهها مصر منذ هزيمة 1967. نحن أمام تحديات قد تكون أشد خطرًا من الحروب الصليبية وحروب التتار، وهناك محاولات لاغتيال القضية الفلسطينية، ومعها سيأتي استهداف دول أخرى. لذلك، لا بد أن نكون على درجة كبيرة من الوعي واليقظة والحذر في التعامل مع هذا المشهد، حتى نصل إلى أفضل السبل لمواجهته من خلال التكاتف والوعي الوطني.