كلام طيب.. نعمة “العادي”
م. عاطف سليمان
خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات
المدير التنفيذي لشركة IMS Corp
“وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها * إن الله لغفور رحيم”.. (النحل، الآية 18).
ما أكثر نعم الله علينا، والتي لا تُعد ولا تُحصى.
ومن أعظم هذه النعم التي غالباً ما نغفل عنها في زحمة الحياة، هي نعمة “العادي!” نعم.. نعمة “العادي”.
نعمة “العادي”: هي تلك الحالة التي تسير فيها الأمور بسلاسة وهدوء دون تعقيدات، وبشكل يبدو طبيعيا مألوفاً، فنحن لا نشعر بقيمة نعمة العادي، لأننا نأخذ دائماً الإيجابيات كأمر مسلم به ونألف النعمة، فالإنسان لا يشعر بقيمة الصحة عندما يستيقظ كل يوم نشيطا وقادرًا على ممارسة حياته بشكل طبيعي.
فتخيل أنك تعاني من مرض مزمن، فستدرك حينها قيمة الصحة، فكما نعلم أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه سوى المرضى.
وهناك “الأمن والأمان”: فالعيش في بلد آمن مستقر هو نعمة لا تقدر بثمن. تخيل أنك تعيش في منطقة أو بلد تشهد حروبًا أو صراعات، فستدرك حينها قيمة الأمان، والذي تعتبره شيئا عاديا.
وكذلك “الأسرة”: فوجود أسرة داعمة ومحبة ومساندة لك هو نعمة كبيرة. تخيل أنك وحيد وتعاني شعور الوحدة والعزلة، ستدرك حينها قيمة الأسرة والتي كنت تظن وجودك وسطها شيئا عاديا.
وأيضا نعمة “الوظيفة”: فاستقرارك في عمل مناسب يوفر لك الرزق الحلال هو نعمة عظيمة بحق. فتخيل أنك لا تملك عملا يؤمن لك عيش حياة كريمة، فستدرك حينها قيمة الوظيفة التي تظن أنها شيء عادي.
وفي الختام؛ علينا أن نشكر الله في كل يوم وليلة على نعمة العادي، وأن نرضى بما قسمه الله لنا، و نقتنع بما لدينا ، وأن نساعد الآخرين المحتاجين، فهذا من أفضل طرق شكر النعمة.
“اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا وأجسادنا وأهالينا وأموالنا، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، اللهم احفظنا بما تحفظ به عبادك المخلصين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين وفك كرب المكروبين”.. اللهم امين.