أخبار وتقارير

انخفاض الحرارة يضرب مزارع التسمين والبياض.. وهذه روشتة الأمان في الشتاء

كتب-محمد أشرف

مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، يواجه مربو الدواجن في مصر تحديات كبيرة تهدد إنتاجيتهم وتزيد من معدلات النفوق في مزارع التسمين والبيض والأمهات. ويؤكد الخبراء أن برودة الطقس تمثل خطراً لا يقل عن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، إذ أن الانخفاض الشديد في الحرارة يؤدي إلى ضعف المناعة لدى الطيور ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الفيروسية والبكتيرية.
في هذا السياق، يوضح الدكتور محمد غزلان – استشاري أمراض الدواجن – أبرز المخاطر التي يسببها الطقس البارد على الطيور، ويقدم مجموعة من النصائح العملية للمربين لتقليل الخسائر خلال موسم الشتاء.

تأثير انخفاض درجات الحرارة على الدواجن
يشير الدكتور غزلان في تصريحات خاصة «لهواها بيطري» إلى أن برودة الطقس تؤدي إلى انخفاض كفاءة الاستجابة المناعية لدى الطيور، خاصة الكتاكيت الصغيرة في الأيام الأولى من العمر، حيث تكون أكثر حساسية لأي تغير في درجات الحرارة.
فعلى سبيل المثال، يحتاج الكتكوت في عمر يوم إلى حرارة لا تقل عن 33 درجة مئوية، وإذا انخفضت الحرارة إلى أقل من 29 درجة فإن حياته تكون مهددة بالموت بسبب البرد. كما أن الطيور البالغة مثل أمهات التسمين والبياض تتأثر بشدة إذا هبطت الحرارة إلى أقل من 15 درجة مئوية، حيث تنخفض الخصوبة ومعدلات الفقس والإنتاج.

زيادة استهلاك العلف للتدفئة
من أبرز التأثيرات المباشرة للبرد هو زيادة استهلاك الطيور للعلف. فوفقاً للدكتور غزلان، فإن كل انخفاض بدرجة واحدة عن 17 درجة مئوية يؤدي إلى زيادة استهلاك أمهات الدواجن بنحو جرام إضافي من العلف لكل طائر يومياً، بينما يحتاج الطائر البياض إلى 3 جرامات إضافية من العلف لتعويض الفاقد الحراري.
ويؤكد أن هذه الزيادة تمثل عبئاً مالياً كبيراً على المربين، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية.

أهمية ضبط الفارق بين حرارة الليل والنهار
ينبه الدكتور غزلان إلى ضرورة تقليل الفارق بين درجات الحرارة في النهار والليل، بحيث لا يتجاوز درجتين مئويتين. فإذا كانت حرارة العنبر 30 درجة نهاراً، فيجب ألا تقل عن 28 درجة ليلاً.
ويضيف أن دواجن التسمين أكثر حساسية لتغيرات الحرارة المفاجئة مقارنة بالبياض والأمهات، حيث إن الفارق الكبير في درجات الحرارة قد يؤدي إلى نفوق مفاجئ أو مشاكل تنفسية حادة.

التهوية والتخلص من الغازات الضارة
رغم برودة الطقس، تبقى التهوية الجيدة عنصراً أساسياً في الحفاظ على صحة الطيور. فإغلاق العنابر بشكل كامل يؤدي إلى تراكم غازات ضارة مثل الأمونيا وثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى زيادة الرطوبة والغبار داخل العنبر، ما يضعف الجهاز التنفسي للطيور.
وينصح الدكتور غزلان باستخدام فتحات تهوية صغيرة أو ستائر يتم التحكم فيها يدوياً أو أوتوماتيكياً، بحيث يدخل الهواء البارد من أعلى العنبر ويمتزج بالهواء الساخن قبل أن يصل إلى الطيور، مما يضمن تجديد الهواء دون تعريض الطيور لتيارات هوائية مباشرة.

جدل حول “المضادات الفيروسية” ورفع المناعة
تطرق الدكتور غزلان إلى خطأ شائع يقع فيه العديد من المربين، يتمثل في الإفراط في استخدام ما يُسمى بالمضادات الفيروسية أو رافعات المناعة التجارية. وأكد أن هذه المنتجات ليس لها أي أساس علمي مثبت في تحسين مناعة الطيور، بل إنها تمثل عبئاً اقتصادياً إضافياً على المربين، خاصة صغار المزارعين.
وأوضح أن أفضل وسيلة لدعم المناعة هي التغذية السليمة من خلال تزويد الطيور بالفيتامينات الأساسية مثل فيتامين A و C، إلى جانب البروتين والطاقة الكافية لمواجهة برودة الشتاء.

المربون البسطاء بين ضغوط البرد وتكاليف الإنتاج
أشار الدكتور غزلان إلى أن مربى التسمين هم الأكثر تضرراً من برودة الشتاء مقارنة بمربي الأمهات والبياض، حيث إن هوامش الربح لديهم أقل، بينما التكاليف الإضافية للتدفئة والتهوية والأعلاف ترتفع بشكل كبير.
وأضاف قائلاً: “من الضروري أن نرحم المربين الغلابة، فهم يواجهون ظروفاً صعبة، ولا ينبغي تحميلهم أعباء إضافية بمنتجات لا تحقق نتائج علمية حقيقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى