حوارات بيطرية

حوار خاص د. محمد عبد ربه عبر ردايو هواها بيطري: الأمن الحيوي «طوق نجاة» لصحة الإنسان والحيوان والاقتصاد

في ظل التحديات التي تواجه الثروة الحيوانية وارتفاع نسب الإصابة بالأمراض، أصبح تطبيق إجراءات الأمن الحيوي داخل المزارع ضرورة لا غنى عنها. حول أهمية الأمن الحيوي وكيفية تطبيقه بالشكل الأمثل، كان لنا هذا الحوار مع الدكتور محمد عبد ربه، خبير الثروة الحيوانية، الذي أكد أن الأمن الحيوي لا يحمي الثروة الحيوانية فقط، بل يحافظ على صحة الإنسان ويعزز الاقتصاد الوطني

ما هو المفهوم العام للأمن الحيوي داخل المزارع؟

الأمن الحيوي يشمل كافة الوسائل والإجراءات المستخدمة لمنع وصول المسببات المرضية إلى الحيوانات داخل المزرعة. وهو ليس مجرد إجراء وقائي، بل يمثل الطريقة المثلى لتحقيق التوفير الاقتصادي والوقاية من الخسائر. فإذا لم تُطبق هذه الإجراءات بشكل صحيح، فإن المزرعة تكون عرضة لخسائر اقتصادية فادحة.

هل للأمن الحيوي أبعاد أخرى تتعلق بصحة الإنسان؟

بكل تأكيد. فالأمن الحيوي لا يقتصر فقط على حماية الحيوانات، بل له أهمية كبرى في الحفاظ على صحة الإنسان. فهناك العديد من الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان مثل السل، والسعار، وبعض الفيروسات مثل فيروس كورونا. ولهذا يُطلق على الأمن الحيوي مصطلح “حياة واحدة”، لأنه يربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة.

ما هي العناصر الأساسية التي يقوم عليها الأمن الحيوي داخل المزرعة؟

يمكن تلخيص العناصر الأساسية في ثلاث نقاط رئيسية:

  1. العزل: ويقصد به الفصل بين القطعان المختلفة داخل المزرعة مع توفير حواجز طبيعية أو صناعية تقلل من الحركة والاختلاط داخل المكان.
  2. النقل: وهو أحد أخطر عوامل نقل الأمراض، ويشمل:
    • الإنسان الذي قد ينقل العدوى من حيوان مصاب إلى آخر سليم.
    • سيارات النقل التي تنقل الأعلاف أو الحيوانات أو المعدات قد تحمل الميكروبات من مكان إلى آخر.
    • الحشرات والقوارض التي تمثل خطراً دائماً، ويجب وضع استراتيجية فعالة لمنع دخولها إلى المزرعة.
  3. التطهير: وهي المرحلة التي يتم فيها تنظيف وتعقيم العنابر والمعدات والأفراد والأرضيات باستخدام مطهرات مناسبة وفعالة، على أن يتم استخدامها بنسب وتركيزات دقيقة، دون تعارض فيما بينها.

هل توجد عوامل أخرى تؤثر على فاعلية الأمن الحيوي؟

نعم، هناك عوامل مساعدة أو فرعية تؤثر بشكل كبير على الأمن الحيوي، منها:

  • شراسة الميكروب ومدى خطورته.
  • تنظيم زيارات الأشخاص للمزرعة واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية.
  • تقليل وتنظيم حركة العمال داخل المزرعة.
  • وجود فاصل زمني بين دورات التسمين لتطهير الأرض بشكل سليم.
  • التأكد من سلامة الأعلاف والمياه وخلوها من الشوائب أو الميكروبات.
  • تجنب تعريض الحيوانات لظروف بيئية غير مناسبة لتعزيز مناعتها.
  • الحفاظ على نظافة الأرضيات والتخلص من الفضلات التي قد تؤدي لتكاثر البكتيريا.
  • الاهتمام بالتهوية الجيدة والتعرض لأشعة الشمس، التي تُعد وسيلة تعقيم طبيعية.

رسالة أخيرة توجهها للمربين وأصحاب المزارع؟

أقول لهم: الأمن الحيوي ليس رفاهية، بل هو ضرورة حيوية لضمان استمرار الإنتاج، والحفاظ على صحة الإنسان والحيوان والبيئة معًا. الاهتمام بتطبيق هذه الإجراءات بدقة هو استثمار حقيقي في مستقبل الثروة الحيوانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى