«المراقبة اليومية للأسماك».. درع الأمان لصحة الثروة السمكية في مصر
كتب-محمد أشرف
أكد الدكتور صلاح مصيلحي، رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية بمجلس الوزراء، أن المراقبة اليومية للأسماك تُعد من الركائز الأساسية في إدارة الثروة السمكية، سواء في المزارع السمكية أو المسطحات المائية الطبيعية، نظرًا لدورها الحيوي في الحفاظ على صحة الأسماك وضمان إنتاج مستدام وآمن غذائيًا.
المتابعة الدورية المنتظمة للأسماك
شدد الدكتور مصيلحي على أهمية إجراء متابعة دورية ومنتظمة للأسماك على مدار العام، وفق خطة زمنية محددة، تشمل الملاحظة السلوكية، والفحص الظاهري، والفحوص المخبرية.
وأشار إلى أن المتابعة اليومية يجب أن تركز على سلوك الأسماك، مثل نشاطها في السباحة والتغذية، مع ملاحظة أي علامات غير طبيعية مثل الخمول، أو التجمع عند مخرج المياه، أو فقدان الشهية، أو القفز خارج الماء، إذ تُعد جميعها مؤشرات مبكرة لوجود خلل صحي أو بيئي.
الفحص الظاهري والتحاليل المخبرية
أوضح رئيس الجهاز، في تصريحات خاصة لموقع «هواها بيطري»، أن الفحص الظاهري يشمل تفقد الجلد، والزعانف، والعينين، والخياشيم، لاكتشاف أي تغيّرات في اللون، أو ظهور بقع وتقرحات، أو تآكل في الزعانف، أو عكارة في العين، وهي أعراض قد تدل على نقص الأكسجين أو وجود عدوى بكتيرية أو طفيلية.
وأضاف أنه يتم أخذ عينات شهرية للفحص المعملي، للكشف عن الطفيليات الداخلية والخارجية، والميكروبات الممرِضة، والتغيرات في الأنسجة، إلى جانب تحليل جودة المياه وقياس مؤشرات حيوية مثل درجة الحرارة، والأكسجين الذائب، ومستويات الأمونيا والنيتريت، ودرجة الحموضة (pH)، والعكارة، باعتبارها عوامل رئيسية تؤثر مباشرة على صحة الأسماك.
الفحوص التشخيصية المتقدمة
وفي حال الاشتباه بوجود مشكلة مرضية، يتم اللجوء إلى الفحوص التشخيصية المتقدمة، مثل فحص العينات بالمجهر للكشف عن الطفيليات أو الفطريات، وإجراء تحاليل بكتريولوجية لتحديد مسببات الأمراض، إلى جانب اختبارات الدم لقياس مؤشرات المناعة أو التسمم، واستخدام التقنيات الجزيئية الحديثة مثل PCR وELISA لتشخيص الفيروسات والبكتيريا بدقة عالية.
التوثيق والتحليل المستمر
وأكد “مصيلحي” أهمية تسجيل الملاحظات والنتائج في سجلات صحية خاصة بكل مزرعة أو موقع صيد، مع مقارنة البيانات دوريًا لاكتشاف أي اتجاهات أو أمراض جديدة، مشيرًا إلى ضرورة إعداد تقارير صحية شهرية أو فصلية لتقييم الوضع العام واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.
دور الكوادر الفنية والبيطرية
ولفت إلى أن نجاح منظومة المراقبة يعتمد على الكوادر الفنية والبيطرية، من خلال وجود أخصائيين في صحة وأمراض الأسماك يشرفون على عمليات الفحص، مع تدريب العمال على اكتشاف العلامات المرضية المبكرة، والتنسيق المستمر مع معاهد بحوث الصحة الحيوانية وجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية عند ظهور أي أعراض غير طبيعية.
أنظمة الإنذار المبكر
وأشار رئيس الجهاز إلى إمكانية الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في مراقبة الأسماك، مثل استخدام أجهزة استشعار ذكية وكاميرات مائية لمتابعة حركة الأسماك وسلوكها بشكل آلي، وربطها ببرامج تحليل بيانات تُصدر إنذارات مبكرة عند رصد أي تغيرات غير طبيعية، مما يُسهم في رفع كفاءة المراقبة وسرعة الاستجابة لأي طارئ.
وفي ختام تصريحه، أكد الدكتور صلاح مصيلحي أن المتابعة المستمرة والمبكرة لصحة الأسماك تمثل خط الدفاع الأول لحماية الثروة السمكية في مصر، مشيرًا إلى أن تطبيق هذه الإجراءات يُسهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة في قطاع الثروة السمكية.