“الجنبورو”.. تهديد صامت لصناعة الدواجن.. و«استشاري أمراض الدواجن» يحذر من السلالات المتحورة
كتب_محمد أشرف
في أحدث تحذيرٍ لقطاع الثروة الداجنة في مصر، أكّد الدكتور محمد غزلان، استشاري أمراض الدواجن في تصريح خاص “لهواها بيطري”، أن مرض “الجنبورو” الفيروسي يواصل تطوُّره مهدّدًا الجهاز المناعي للطيور وخاسرًا للمربين ملايين الجنيهات سنويًا. وقد شهدت الأيام الأخيرة ظهور سلالات “فيرولنت” و”فاريانت سترين” الأكثر ضراوة، والتي تجاوزت حدود الإصابات التقليدية لتطال الكتاكيت حديثة الفقس وتدمّر مناعتها قبل خضوعها للتحصين، في هذا التقرير، نستعرض خطورة الجنبورو على قطاعات التسمين وإنتاج البيض، وآليات التحصين الفعّالة التي ينصح بها الخبراء للحدّ من انتشاره وتقليل خسائره.
حذر الدكتور محمد غزلان، استشاري أمراض الدواجن، من خطورة مرض “الجنبورو” على صناعة الدواجن في مصر، مؤكدًا أنه من الأمراض الفيروسية القديمة والمعروفة منذ سنوات طويلة، إلا أن تطوره المستمر وظهور سلالات أكثر شراسة منه جعله يشكل تهديدًا حقيقيًا للثروة الداجنة، خاصة في قطاعات التسمين وإنتاج البيض.
وقال “غزلان” إن مرض الجنبورو يُعرف بأنه مرض فيروسي يصيب الجهاز المناعي للطائر، ما يؤدي إلى تدهور الاستجابة المناعية ويجعل الكتكوت عرضة للإصابة بأمراض أخرى مثل الإيكولاي والمونيليا وغيرها. وأضاف أن هناك نوعين رئيسيين من هذا المرض: النوع الكلاسيكي الذي يظهر غالبًا بعد عمر 20 إلى 24 يومًا، وغالبًا ما يصيب قطعان التسمين، أما النوع الثاني فهو العنيف أو “الفيرولنت”، وهو الأخطر، حيث يصيب الدواجن في عمر متأخر نسبيًا (28 إلى 30 يومًا)، وغالبًا ما يكون في مزارع البياض.
وأشار إلى أن هذا النوع العنيف يتسبب في خسائر فادحة قد تصل إلى نسبة نفوق تتراوح بين 50% إلى 60% في سلالات البياض التي تنتج البيض الأبيض، خاصة في عمر التربية، بينما تصل نسبة النفوق في قطعان التسمين إلى 10% فقط، ويؤكد “غزلان” أن الجهاز المناعي في هذه الحالة يكون مدمَّرًا بالكامل، ويصعب على الطائر الاستجابة لأي علاج أو تحصين.
وأوضح أن هناك سلالة جديدة من المرض تُعرف بـ”الفاريانت سترين”، ظهرت مؤخرًا وأصبحت منتشرة بشكل كبير في مزارعنا، وتكمن خطورتها في قدرتها على إصابة الكتكوت في عمر مبكر جدًا (من عمر يوم وحتى أسبوعين)، مما يجعل الاستجابة ضعيفة جدًا وأعراض المرض عنيفة، مضيفًا أن هذا النوع يؤدي إلى تدمير الجهاز المناعي بشكل كامل، ويجعل التحصينات الأخرى غير فعالة.
وشدد الدكتور محمد غزلان على أن الحل يكمن في تحصين الأمهات والجدود ضد الفاريانت سترين خلال فترة التربية، لضمان نقل مناعة أمية قوية للكتاكيت، وبالتالي حمايتها من الإصابة خلال فترة التحصينات، مشيرًا إلى أن تحصين الأمهات ثلاث مرات خلال مرحلة التربية يعطي مناعة كافية، ويساهم في اختفاء السلالة الجديدة تدريجيًا من المزارع.
واختتم “غزلان” حديثه بالتأكيد على أهمية التحصين السليم، واختيار اللقاحات المناسبة طبقًا للعترة المنتشرة في العنابر، إلى جانب الاهتمام بالتغذية الجيدة والتربية الصحية والتهوية السليمة، باعتبارها عوامل رئيسية لمواجهة مرض الجنبورو وتقليل آثاره الاقتصادية على المربين.