وزير السياحة والآثار يستعرض استراتيجية النهوض بالسياحة ويعلن افتتاح المتحف الكبير رسميًا في 3 يوليو المقبل
استقبل شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، نخبة من رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف القومية والخاصة في مصر، في لقاء موسع عُقد بالمتحف المصري الكبير. معربًا عن سعادته بهذا التواصل المباشر مع قادة الإعلام المصري، بهدف تعزيز التعاون وتوحيد الجهود لدعم قطاع السياحة والآثار والترويج لمصر على الصعيدين المحلي والدولي.
أكد الوزير على الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الوعي المجتمعي ونقل الصورة الحقيقية لمصر إلى العالم، مشيدًا بدوره في إبراز الحضارة العريقة والمكانة السياحية المتميزة للبلاد. وأوضح أن الترويج السياحي يتجاوز مجرد عرض المقاصد، ليشمل إبراز الهوية المصرية وقيمها الثقافية والتنوع الفريد الذي تتمتع به مصر. كما شدد على أهمية الإعلام كشريك أساسي في توعية المواطنين بضرورة الحفاظ على التراث والآثار المصرية، باعتبارها كنوزًا لا تقدر بثمن ومصدر فخر للأجيال القادمة، مؤكدًا أن بناء هذا الوعي يتطلب خطابًا إعلاميًا هادفًا يجمع بين المعرفة والموضوعية والانتماء.
وخلال اللقاء، استعرض الوزير أبرز ملامح الاستراتيجية الحالية للوزارة للنهوض بالقطاع السياحي، والتي تنطلق تحت شعار “مصر…تنوع لا يُضاهى”. وأوضح أن هذا الشعار يعكس الثراء الذي وهبه الله لمصر من مقومات وأنماط سياحية متنوعة. كما أشار إلى تبني الوزارة لتقنيات الذكاء الاصطناعي كأداة مهمة للترويج السياحي، وذلك ضمن جهود تحديث أدوات التسويق والاعتماد المتزايد على المنصات الرقمية.
وفي سياق متصل، أشار “فتحي” إلى تحقيق مصر نتائج قياسية في عام 2024 باستقبال 15.8 مليون سائح، بزيادة قدرها 6% عن عام 2023، وتجاوز مستويات ما قبل جائحة كورونا بنسبة نمو تجاوزت 21%. وأكد أن هذا يعكس الجهود المستمرة لتعزيز القدرة التنافسية للمقصد السياحي المصري عالميًا. كما لفت إلى استمرار هذا الزخم في الربع الأول من عام 2025، حيث ارتفعت أعداد السائحين بنسبة 25% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما يؤكد الثقة المتنامية في المقصد المصري رغم التحديات الجيوسياسية الإقليمية.
وتطرق الوزير إلى مستهدفات الاستراتيجية، التي تسعى لتحقيق الأمن الاقتصادي السياحي من خلال تعظيم العوائد المباشرة على المواطنين، خاصة المقيمين في محيط المواقع السياحية والأثرية. وأوضح أن الرؤية تهدف إلى تعزيز دور المجتمعات المحلية كشريك أساسي في التنمية السياحية، مما ينعكس إيجابًا على سلوكهم ويعزز شعورهم بالمسؤولية تجاه الحفاظ على هذه المواقع. بالإضافة إلى ذلك، أكد على الاهتمام بالعنصر البشري ورفع كفاءة العاملين في القطاع من خلال إنشاء منصة إلكترونية للتعليم.
وفي محور آخر، سلط الوزير الضوء على المتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه رسميًا في 3 يوليو المقبل، مؤكدًا أن مصر على موعد مع حدث عالمي فريد يجري الإعداد له بأعلى معايير الاحترافية. وأشار إلى أن المتحف لن يكون مجرد صرح لعرض الآثار، بل سيصبح مركزًا دوليًا للأبحاث والدراسات في علم المصريات، مما يعزز مكانة مصر الأكاديمية والعلمية في هذا المجال، معربًا عن تطلعه إلى أن يصبح وجهة رئيسية لدارسي علم المصريات من جميع أنحاء العالم.
كما تناول الوزير أبرز التحديات التي تواجه القطاع، مؤكدًا أن من الأولويات الحالية تعزيز الطاقة الفندقية، خاصة مع استهداف مضاعفة عدد الغرف الفندقية بحلول عام 2030. وأشار إلى إطلاق حزمة من التسهيلات والحوافز الاستثمارية وإصدار ضوابط تنظيمية جديدة لوحدات “شقق الإجازات” بهدف استيعاب الطلب المتزايد وضمان الجودة والأمن والسلامة. بالإضافة إلى ذلك، يجري تقديم حوافز للطيران وتسهيلات في الحصول على التأشيرات السياحية لجذب المزيد من الحركة الوافدة وتشجيع الاستثمار السياحي، خاصة في المدن السياحية الجديدة، مشيرًا إلى خطة تطوير المنطقة الممتدة من مطار سفنكس حتى سقارة ودهشور، بما في ذلك المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف الكبير.
وقد شهد اللقاء نقاشًا مفتوحًا بين الوزير ورؤساء الصحف، تم خلاله الرد على أسئلتهم واستفساراتهم والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم لتطوير القطاع ومواجهة التحديات. وفي ختام اللقاء، قام رؤساء الصحف بجولة داخل المتحف شملت المناطق المفتوحة للزيارة، بما في ذلك البهو والدرج العظيم والقاعات الرئيسية.