وزارة الزراعة تستعرض رؤيتها الطموحة لتطوير التعليم الفني الزراعي أمام البرلمان
أكد الدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، على الأهمية القصوى التي توليها الوزارة لتنمية قدرات العاملين ورفع كفاءاتهم في مختلف قطاعاتها، وذلك بناءً على توجيهات مباشرة من وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، السيد علاء فاروق. وشدد على أن دعم التعليم الفني الزراعي يمثل أولوية وطنية لا تهاون فيها، باعتباره الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة التي تطمح إليها الدولة.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس قطاع الإرشاد الزراعي أمام لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، وذلك في إطار مناقشة طلب الإحاطة المقدم من النائب مجدي الوليلي بشأن ما أثير حول تراجع الاهتمام بمنظومة التعليم الفني الزراعي. وقد أوضح الدكتور عزوز أن التوجهات الاستراتيجية للوزارة انعكست إيجابًا على الأداء العام للقطاع الزراعي، وذلك من خلال تنفيذ برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى الارتقاء بكفاءة الكوادر العاملة، وربط مخرجات التعليم الفني الزراعي بشكل وثيق بمتطلبات سوق العمل المتزايدة، خاصة في ظل المشروعات القومية الكبرى والتوسع الملحوظ في استصلاح الأراضي الجديدة.
وفي سياق متصل، أكد الدكتور عزوز على الجاهزية التامة لوزارة الزراعة للمشاركة الفعالة في تطوير وتحديث مناهج التعليم الزراعي، وذلك بالتعاون الكامل مع وزارة التربية والتعليم. وأشار إلى أن الوزارة تمتلك نخبة متميزة من الخبراء المتخصصين من مركز البحوث الزراعية ومعاهده المتنوعة، مؤكدًا على البنية الفنية والبحثية والميدانية القوية التي تتمتع بها الوزارة، والتي تؤهلها للاضطلاع بدور محوري في تدريب وتأهيل معلمي التخصصات الزراعية، بما يتماشى مع أحدث المعايير القومية لمهارات الخريجين المطلوبة.
كما شدد رئيس قطاع الإرشاد الزراعي على أن تأهيل المعلمين يمثل أحد الأعمدة الأساسية التي تستند إليها جهود تطوير منظومة التعليم الفني الزراعي، لما له من تأثير مباشر وعميق على جودة العملية التعليمية برمتها، وتحقيق التكامل الفعلي والمنشود بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي في المجالات الزراعية المختلفة.
وقد استعرض الدكتور عزوز خلال الاجتماع الرؤية الشاملة والمتكاملة التي تتبناها وزارة الزراعة لتطوير التعليم الفني الزراعي، والتي تضمنت عدة محاور رئيسية. شملت هذه المحاور إعداد استراتيجية وطنية شاملة ومفصلة لتطوير التعليم الزراعي بكافة جوانبه، وتحديث البنية التحتية للمدارس الزراعية القائمة وتحويلها تدريجيًا إلى مدارس ذكية تعتمد على دمج التكنولوجيا الزراعية الحديثة في العملية التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الرؤية تطوير المناهج الدراسية وربطها بشكل مباشر بالتدريب العملي الفعلي في مواقع الإنتاج الزراعي المختلفة، ودعم وتشجيع ريادة الأعمال الزراعية من خلال إنشاء حاضنات ومسرعات أعمال متخصصة تستهدف الخريجين الجدد. كما أكد على أهمية تفعيل دور الإعلام الزراعي في تغيير الصورة الذهنية النمطية عن العمل الزراعي وتعزيز ثقافة العمل والإنتاج في هذا المجال الحيوي.
وفي ختام كلمته، أكد الدكتور علاء عزوز على أن وزارة الزراعة ماضية قدمًا في بناء شراكات فعالة ومستدامة مع مختلف وزارات الدولة والجهات المعنية لدعم وتطوير التعليم الفني الزراعي، باعتباره مسارًا استراتيجيًا لا غنى عنه لضمان تحقيق الأمن الغذائي المستدام، وخلق فرص عمل حقيقية ومستدامة للشباب، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة التي تسعى إليها الدولة.