مقالات

الأغنام والبروسيلا في مصر

د. رنا السعيد البيومي

معهد بحوث الصحة الحيوانية بالمنصورة

الاهتمام بزيادة متوسط استهلاك الفرد من البروتين الحيوانى أصبح من أولويات الدولة ، ولكن واجهنا فى الفتره الأخيرة الزيادة الجنونية فى ارتفاع الاسعار. مما وضع العراقيل لاستكمال المشوار؛ لذا وجب علينا كباحثين إيجاد حلول غير تقليدية لحل الازمة الراهنه.

ومن هنا كان اهتمامنا بزيادة رقعة تربية الاغنام ؛ فالاغنام من أفضل الحيوانات التي يمكن الاستفادة منها ؛ لما تنتجه من حليب، ولحوم، وصوف ، وأيضا يمكن تربيتها فقط لجز العشب. بالإضافة الى إنها يمكن تربيتها في المناطق الصحراوية ،وشبه الجافة حيث تستطيع السير لمسافات طويلة والرعى على النباتات القصيرة والجافة التى لا تستطيع رعيها الانواع الاخرى من الماشية ، وكذلك تتحمل الجوع والعطش ونقص الغذاء لفترات طويلة.

وتنتمي سلالات الأغنام المصرية إلى جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط وتتميز بالذيل الغليظ والصوف الخشن. وهناك العديد من  الانواع الشهيرة فى مصرنا الحبيبة على راسها : اغنام البرقى واللى تتميز باللون الابيض، واغنام الرحمانى ولونها بنى، والاوسيمى ، والصعيدى وغيرها.

ويصل تعداد الأغنام الحالى 4.350 مليون رأس منها حوالي 1.550 مليون رأس في الوجه البحري وحوالي 1.950  مليون رأس في مصر الوسطي والعليا وحوالي 850 ألف رأس في المحافظات خارج الوادي (شمال وجنوب سيناء ، مرسي مطروح ، الوادي الجديد . البحر الأحمر ، النوبارية ).

وتعتبر محافظات الغربية ومطروح والشرقية والمنيا وسوهاج من أكثر المحافظات تعداداً بالنسبة للأغنام  . كما تقع الأغنام في المرتبة الثالثة من حيث مساهمتها في توفير اللحم الأحمر في البلاد بعد الأبقار والجاموس بالإضافة إلي أن الأغنام باعتبارها مصدراً للحم والصوف واللبن يمكن أن تساهم بقدر كبير في حل مشكلة نقص البروتين الحيواني والتي تعتبر أهم مشاكل الأمن الغذائي في البلاد ، دون تمثل عبئاً علي مواد العلف المركزة التي تعاني البلاد من نقص ملموس فيها.

ومن أخطر الأمراض التي تهدد هذا الحيوان ، والأكثر انتشارا هو: مرض البروسيلا، والذي يسببه ميكروب البروسيلا ويوجد عترات مختلفة لهذا الميكروب ولكن الأخطرهو: البروسيلا ميليتينسيز المتخصص في إصابة الأغنام بشراسة ،حيث له القدرةعلى احداث الإجهاض للنعاج العشار في الثلث الأخير من الحمل. بالاضافه الى انه يسبب احتباسات للمشيمة ، والتهابات رحمية ،و للذكوريسبب: ورم في المفاصل،و الخصيتين.

وانتقال العدوى، وانتشارها بين أفراد القطيع يحدث بسرعة فائقة و بالأخص في موسم الولادات، ولاسيما أثناء الإجهاضات . فتعتبر الإفرازات الرحمية كالقنبلة الموقوتة التي تصيب كل أفراد القطيع سواء بالاحتكاك  ، أو عن طريق تلوث العلف و الماء المقدم لأفراد القطيع بتلك الإفرازات الرحمية المصابة . كما للذكور المصابة دورا فى انتشار العدوي وذلك بنقلها للإناث أثناء الجماع رغم أن فرصة الإصابة بتلك الطريقة قليلة ولكن يجب اخذها فى الاعتبار.

لذا يجب على المناطق المستوطن فيها الاصابة بالبروسيلا من استخدام أكثر من اختبار سيرولوجى؛ لتشخيص الحالات الايجابيه ؛ للقضاء على العدوى داخل القطيع. كما يجب تجنب رفع الحجر البيطرى مبكرا خاصة فى ظل الظروف غير الصحية ،وعدم التحكم فى حركة الحيوان حتى يتم الفحص السيرولوجى عدة مرات للحيوان، واعطاء الفرصة لتحديد الحيوانات الحاملة للمرض.

كما تساعد استراتيجيات الاختبار والذبح فى ادارة تفشى المرض ،ولكن يجب اتباع الانظمة الصحية الصارمة بالتوازى مع تطبيق الاختبار والذبح، ويجب زيادة وعى المربين بخطورة المرض وكيفية انتقاله بين الحيوانات، وطرق انتقاله للانسان ،واهمية التحصين باستخدام: Rev1 vaccine عند عمر4-6 شهورللحد من انتشاره بين الحيوانات المختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى