«الزراعة» تطلق المختبر الحي للقمح لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاستيراد
كتبت-هاجر كمال
تواصل المحافظات المصرية زراعة محصول القمح على مساحات يُتوقع أن تصل إلى نحو 3.5 مليون فدان، بإنتاجية تتجاوز 10 ملايين طن، في ظل احتياجات سنوية للاستهلاك المحلي تُقدر بنحو 20 مليون طن. وتستهدف الدولة من خلال التوسع في زراعة القمح وتعزيز الإنتاج المحلي تقليل الاعتماد على الاستيراد ودعم الأمن الغذائي.
أحدث النظم العالمية في الإرشاد الزراعي
وفي هذا الإطار، أطلقت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في معهد بحوث المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية، «المختبر الحي لسلسلة قيمة القمح»، تحت رعاية علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، باعتباره أحد أحدث النظم العالمية في الإرشاد الزراعي واستكشاف ابتكارات المستقبل في مجال محصول القمح.
ويأتي إطلاق المختبر كأحد مخرجات مشروع دعم الاستراتيجيات وتعزيز الهياكل الديناميكية، الممول من الاتحاد الأوروبي، بهدف تحسين إنتاجية محصول القمح وزيادة الإنتاج، وذلك تحت إشراف الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية.
منظمات المجتمع المدني
وشهد تدشين المختبر حضور الدكتور ماهر المغربي نائب رئيس المركز لشؤون الإنتاج، والدكتور مجاهد عمار مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية، والدكتور خالد جاد وكيل المعهد لشؤون الإرشاد والتدريب، إلى جانب نخبة من الخبراء والعلماء والمزارعين وممثلي منظمات المجتمع المدني.
وأكدت وزارة الزراعة أن «المختبر الحي» يُعد منصة تفاعلية لرقمنة وتطوير ابتكارات القمح «من الحقل إلى المستهلك»، من خلال توفير بيئة تجريبية تجمع المزارعين والباحثين والمصنعين والمستهلكين تحت سقف واحد، بما يسهم في تحسين جميع مراحل سلسلة الإنتاج.
حلول مبتكرة لزيادة الإنتاجية الزراعية

وأوضحت الوزارة أن المختبر يستهدف تطبيق توجيهات القيادة السياسية لإيجاد حلول مبتكرة لزيادة الإنتاجية الزراعية، بدءًا من تطوير أصناف وبذور مقاومة للتغيرات المناخية، مرورًا بتحسين ممارسات الزراعة والحصاد، وصولًا إلى رفع جودة الرغيف وتقليل الهدر في المنتجات النهائية.
ضمان خفض نسب الفاقد إلى الحد الأدنى
ويركز المشروع على تجربة تقنيات الري الحديث والتسميد الحيوي، بما يسهم في رفع إنتاجية الفدان وتقليل تكاليف المدخلات، إلى جانب ابتكار حلول متطورة للتخزين والنقل لضمان خفض نسب الفاقد إلى الحد الأدنى، كما يشارك المستهلكون في تقييم جودة منتجات القمح النهائية، لضمان توافقها مع المعايير الصحية ومتطلبات الذوق العام.
وأشارت الوزارة إلى أن فلسفة «المختبر الحي» تعتمد على الابتكار المفتوح، حيث يتم اختبار النتائج داخل حقول ومخابز حقيقية، بما يضمن سرعة تطبيقها وتحويل الأبحاث الأكاديمية إلى حلول عملية تدعم الاقتصاد الوطني، وتسهم في توجيه الاستثمارات والسياسات الزراعية نحو مستقبل أكثر استدامة.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الزراعة تنفيذ أكثر من 2000 ندوة إرشادية بمختلف محافظات الجمهورية، استفاد منها نحو 30 ألف مزارع، غالبيتهم من مزارعي القمح، خلال شهر نوفمبر الماضي، وذلك ضمن جهود الوزارة لدعم الفلاحين وتعزيز معدلات الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية.




