مقالات

الأمراض الأكثر شيوعا فى الثروة السمكية وتأثراتها وكيف نواجهها

أد صلاح مصيلحى

رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية

شهد قطاع الأستزراع السمكي خلال السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في الإنتاجية، إلا أن هذا التوسع صاحبه ظهور أمراض معدية نتيجة ارتفاع كثافة الأسماك وضعف مناعتها، الأمر الذي انعكس في انخفاض قدرتها على مقاومة الأمراض داخل هذه البيئة. وأشارت الدراسات العلمية إلى أن ما يقارب 50% من الأسماك تنفق أو تُفقد بسبب الأمراض المعدية قبل وصولها إلى مرحلة التسويق، وهو ما يمثل خسائر اقتصادية جسيمة في بعض الدول. هذا الواقع يفرض ضرورة تبني خطط فعّالة للسيطرة على تفشي الأمراض وحماية الإنتاج السمكي.

والمرض هو خلل في الحالة الصحية العامة للأسماك مع ظهور بعض الأعراض الاكلينيكية المرضية وارتفاع في نسبة النفوق نتيجة لخلل في رعاية الاسماك.

وقد تتوائم الخسارة الاقتصادية مع زيادة الاستزراع السمكي والزراعة المكثفة وللأسف يصعب تقييم الأثر السلبي للأمراض على نظام الاستزراع السمكي حيث أن النفوق الناتج من الإصابات الحادة هو الذي يمكن تحديده كما أن النفوق الناتج من الأمراض المزمنة وضعف النمو صعب تحديدهم بصورة واضحة . وتمثل الخسارة الاقتصادية في صناعة الاستزراع السمكي على مستوى العالم بما يزيد على 8 مليار دولار في العام والتي تمثل 15% من قيمة الأسماك المستزرعة في العالم منهم 5 مليار دولار نتيجة أمراض الاسماك على المستوى العالمى.

وتعتبر أمراض الأسماك من أكبر المعوقات لنمو الأستزراع السمكي كما أنها تحدث خسارة اقتصادية كبيرة وهناك العديد من المسببات المرضية لها المقدرة على الانتقال من مزرعة لأخرى ومن بلد إلى آخر بطرق مباشرة وغير مباشرة محدثة أضرار اقتصادية بالغة .

كما ان مخاطر أمراض الأسماك لاتتمثل فقط فى نفوق الاسماك والخسائر الاقتصادية فقط بل ايضا فى كون بعضها تنتقل للانسان كالامراض المشتركة والبعض الأخر يكمل فى بعض الميركروبات التى قد تتواجد وتتكاثر فى الاسماك وتنتقل للمستهلك مثل حالات كثيرة من التسمم الغذائى.

أنواع أمراض الأسماك بصفه عامة:

  1. أمراض غير معدية: تشمل الامراض البيئية وأمراض سوء التغذية والأمراض الوراثية.
  2. أمراض معدية: تشمل الأمراض البكتيرية والفطرية والطفيلية والفيروسية.
  • الأمراض البيئية: تتعدد العوامل المجهدة فى البيئة المائية و التى غالباً ما تؤدى إلى نقص فى مناعة و مقاومة الأسماك و ظهور الأمراض بينها وتشمل عاومل فيزيقيه وكيميائية وبيولوجية. وتحتوى البيئة المائية على العديد من الميكروبات و الجراثيم و الطفيليات سواء الضارة أو النافعة و التى يمكن أن تؤدى إلى العديد من الأمراض فى الأسماك.
  • أمراض سوء التغذية:  يجب توفير المواد الغذائية للأسماك بالشكل والحجم المناسب والمواصفات القياسية لتحمل العوامل الخارجية والمقدرة للبقاء في المياه لفترة طويلة في حالة عدم الاستهلاك الفوري.  ويعتمد مقدرة الأسماك على استهلاك الغذاء على درجة حرارة المياه ، كمية الطاقة في الغذاء ومعدل نمو الأسماك. وهناك العديد من المواد الغذائية اللازمة للأسماك من أهمها البروتين والأحماض الامينية اللازمة لحياة الأسماك ونموها وتكاثرها واستبدال بعض الأنسجة كما يتحول جزء منها الى جلوكوز لإنتاج الطاقة. والدهون والأحماض الدهنية يحتاجها الأسماك للنمو وإنتاج الطاقة. والفيتامينات مطلوبة لنمو وصحة الأسماك وتكاثرها واستمرار عملية التمثيل الغذائي. والأملاح المعدنية مهمة لتنظيم الضغط الاسموزى وعملية التمثيل الغذائي ونمو العظام.
  • الأمراض الوراثية:  يؤدى الانتخاب لبعض الصفات الوراثية في الأسماك إلى ظهور بعض الصفات الغير مرغوب فيها مثل فقدان زعنفة الذيل أو وجود أكثر من زعنفة للذيل وبعض التشوهات الخلقية الأخرى. الأهم من ذلك أن الانتخاب لإنتاج الأسماك الأكثر مقاومة للأمراض قد يؤدى إلى انتشار هذه الأمراض في أماكن قد تكون خالية من تلك الأمراض حيث أن هذه الأسماك المنتخبة تصبح حاملة للمرض دون ظهور الأعراض الإكلينيكية وتصبح مصدر للعدوى.
  • الأمراض البكتيرية: تعتبر الأمراض البكترية من أكثر مسببات الأمراض لأحداث نسب عالية من النفوق في الأسماك المستزرعة. ومعظم هذه الميكروبات عوائل طبيعية للبيئة حيث تستهلك المواد العضوية والمعدنية لنموها وتكاثرها. وتعتبر البكتيريا الموجودة في الأسماك انعكاس مباشر للتجمع البكتيري في المياه التي تعيش فيها حيث ان الغالبية العظمي من ميكروبات الأسماك من البكتيريا سالبة الجرام العصوية. أما البكتيريا موجبة الجرام وهي نادرة التواجد والتكرار في الأسماك وان وجدت تحدث خسائر عالية. %. وقد يظهر المرض طبقا للمسبب المرضى  فى عدة مراحل: المرحلة فوق الحادة لا تظهر آفات مرضية مميزة وربما يظهر احتقان بالجلد والخياشيم وقد تصل نسبة الإصابة في هذه المرحلة إلي 100% ونسبة النفوق إلي85. المرحلة الحادة تتميز بوجود أنزفه علي الجلد و ارتشاحات دموية علي الجلد ومنابت الزعانف وإستسقاء مع احتقان و انزفة و نخر بالأعضاء الداخلية. المرحلة المزمنة قد يصاحبها تقرحات بالجلد وزيادة في إفراز المخاط مع بقع وشحوب علي سطح الكبد واحتقان الطحال والكلي والأمعاء.المرحلة المتأخرة حيث لا توجد أفه مرضيه مميزه لهذه المرحلة.
  • الأمراض الفطرية: حيث تتواكب مع العوامل البيئية الضاغطة مثل  زيادة الكثافة العددية,  التغذية الخاطئة,  التسميد الخاطئ  ,  زيادة المواد العضوية, الطفيليات الخارجية و ارتفاعاو انخفاض فى درجة حرارة المياه. وتتميز اكلينيكيا بظهور نموات قطنية أوصوفية الشكل على السطح الخارجى للأسماك أو البيض وقد تكون بيضاء , رمادية , بنية , خضراء وذلك حسب نوع الطحالب السامة الموجودة والبكتيريا وترى بهذه الصورة الواضحة وهى فى داخل الماء. بعد خروج الأسماك من الماء يختفى هذا الشكل وتظهر على هيئة كتل مخاطية لزجة ملونة وموزعة حسب مكان وجود الإصابة.  بالإضافة إلى وجود تقرحات سطحية أو عميقة حسب حالة المرض (مبكرة – متأخرة) وهى محاطة بحواف حمراء وعند محاولة إزالتها تترك ندب غائرة تصل حتى العضلات مع تآكل الخياشيم , حركات عصبية , تنفسية , عدم الاستجابة للمؤثرات الخارجية.
  • الأمراض الطفيلية: تصاب أسماك المياه العذبة والمالحة وأسماك الزينة بمختلف أنواع الطفيليات وتشمل الأوليات والديدان والمفصليات. وتعتبر البيئة المائية وسط مناسب لمعظم الكائنات الحية بها ظروفا مناسبة للحياة والنمو والتكاثر , كانت الفرصة لانتشار الأنواع المتطفلة منها كبيرة لتصيب الأسماك. كما إنه من  المعروف أن الأسماك وخاصة في المزارع السمكية والمياه المغلقة تعيش فى تجمعات كبيرة , مما يتيح الفرصة أمام انتشار العدوى بالطفيليات. و تمييز الأسماك المصابة بالطفيليات ببعض الأعراض منها زيادة فى نسبة المواد المخاطية على الجلد والخياشيم , ظهور بقع مختلفة الألوان والأحجام على مناطق مختلفة من الجلد والخياشيم , اختلال في حركة الأسماك حيث تسبح بطريقة اهتزازية أو تعوم على أحد جانبيها تسبح بالقرب من الشاطئ أو على سطح الماء , وجود طفيليات على الجلد والخياشيم ويمكن رؤيتها بالعين المجردة , وقد تحك الأسماك جسمها بالصخور مع تضخم أو احمرار في فتحة المخرج.
  • الأمراض الفيروسية: تتسبب ببعض الفيروسات وقد تحدث أمراض وبائية ونسب فوق عالية ولابد من الفحص المعملي للتأكد من الإصابة الفيروسية حيث أنها تتشابه في أعراضها مع الأمراض البكتيرية. كما ان مصر منحها الله نعمة كبيرة فى عدم تواجد تلك الامراض الفيروسية الفتاكة والمدمرة للاسماك ويجب علينا جميعا الالتزرام بالضوابط والاشتراطات اللازمة لمنع دخول تلك الامراض لمصرنا الحبيبة والوقاية منها.

وتتمثل الخسارة الناتجة عن أمراض الأسماك بالمزارع السمكية ليس فقط نتيجة لنفوق الأسماك ولكن نتيجة:

1. تكلفة تشخيص المرض وعلاجه.

2. الآثار المترتبة على المرض من حيث ضعف الإنتاج .

3. تكلفة الرعاية البيطرية.

4. الآثار السلبية التي قد تحدث للمستهلك من نقل بعض الأمراض.

5. فقد ثقة المستثمرين في هذا المجال.

  • وسائل الوقاية والتغلب على الامراض فى قطاع الاستزراع السمكى:
  • توفير مصادر مياه خالية من الملوثات ومسببات الأمراض وتوفير وسيلة جيدة للصرف. 
  • توفير سبل التحكم فى الأسماك البرية والآفات والأعداء الطبيعية ومراقبة صحية للمياه والأسماك والعلف والأدوات والعمال.
  • توفير حجر بيطرى فى كل مزرعة لاستقبال السمك قبل توزيعه أو تخزينه، مع عمل برامج تحصينات يتراكب مع نوع الميكروب المتواجد.
  • فصل الأعمار المختلفة عن بعضها لاعطاء كل فئه قيمه غذائية مناسبه.
  • تطبيق نظم الصحة السمكية ومتطلبات الأمن الحيوي فى المزارع السمكية.
  • توفير معامل معتمدة للتشخيص المبكر لأمراض الأسماك.
  • توفير سبل تجديد الماء وتهويته خاصة فى الأوقات التى ينخفض فيها الأكسجين الذائب فى الماء.
  • الحد من استخدام المضادات الحيوية والعقاقير الطبية على ان تكون تحت الاشراف البيطرى.
  • توفير رجال وأدوات للحراسة والأمن مع توفير المخازن الصحية، ودورات مياه، ومكاتب، واستراحة للعاملين.
  • اعداد دفاتر واردات ومصروفات ودفاتر للصحة والتغذية والتسميد، وتسجيل نمو السمك باستمرار ودفاتر للصيانة، وغيرها للعمالة، وذلك لتقييم المزرعة من حيث الإنتاج واقتصاديات والصحة العامة.
  • عمل خريطة لأمراض الأسماك فى المزارع السمكية لتحديد البؤر المرضية والحد من انتشارها والسيطرة عليها.
  • تطبيق نظام وقائي لبعض الأمراض السمكية.
  • التخلص من مصادر العدوى من خلال التخلص من الأسماك المصابة والعوائل المختلفه الحاملة للمرض ومعرفة طرق انتقال المرض ومنعها وتطبيق نظام الحجر الصحي.
  • قطع الاتصال بين مصادر العدوى والأسماك من خلال التطهير الجيد والعلاج الأمثل للمرض.
  • زيادة مقاومة الأسماك للأمراض من خلال تحسين الظروف البيئية وتنشيط الجهاز المناعي.
  • علاج المرض بالطريقه المثلى من خلال بمعرفة الطبيب البيطرى لإتباع الإرشادات العامة الخاصة باختيار العلاج المناسب من حيث النوع وطريقة وفترة الاستعمال وكذلك الفترة التي يجب عدم بيع أو ذبح الأسماك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى