كتب-محمد أشرف
أكد الدكتور صلاح مصيلحي، رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، أن تلوث المياه يمثل خطراً مباشراً على صحة الأسماك وجودتها، مشيراً إلى أن الملوثات المختلفة تؤثر على الجهاز المناعي للأسماك وتجعلها أكثر عرضة للأمراض والطفيليات والفيروسات.
وأوضح د.صلاح في تصريحات خاصة “لهواها بيطري أن تلوث المياه يسبب اضطرابات فسيولوجية وسلوكية مثل انخفاض معدل النمو بسبب خلل في عمليات التمثيل الغذائي، فضلاً عن تغيرات سلوكية كفقدان القدرة على السباحة الطبيعية. كما أن بعض الملوثات الكيميائية والهرمونية تؤثر على الغدد التناسلية، مما يؤدي إلى تراجع معدلات الخصوبة ووضع البيض. وأضاف أن تراكم السموم في أنسجة الأسماك، خاصة في الكبد والدهون، قد يؤدي إلى حالات تسمم داخلي ونفوق جماعي.
وفيما يتعلق بجودة الأسماك، أشار مصيلحي إلى أن التلوث يؤدي إلى تغير الطعم والرائحة نتيجة وجود المركبات الكيميائية والعضوية، ويجعل لحوم الأسماك ملوثة وغير صالحة للاستهلاك البشري، فضلاً عن انخفاض قيمتها الغذائية بسبب تراجع محتوى البروتين والأحماض الدهنية المفيدة مثل الأوميجا-3. كما يظهر التلوث في المظهر الخارجي للأسماك من خلال التشوهات أو تغيّر لون الجلد والخياشيم، مما يقلل من جاذبية المنتج في الأسواق.
وعن الأبعاد الاقتصادية والبيئية، أوضح رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، أن تلوث المياه يتسبب في خسائر اقتصادية نتيجة نفوق الأسماك أو رفضها في الأسواق، إضافة إلى اختلال التوازن البيئي بسبب تراجع أعداد بعض الأنواع الحساسة للتلوث واختفائها تدريجياً.
وللحد من هذه التأثيرات، شدد رئيس الجهاز على ضرورة الرقابة المستمرة على مصادر المياه وتحليلها دورياً للكشف عن المعادن الثقيلة والمبيدات والمخلفات الصناعية، مع معالجة مياه الصرف قبل وصولها للمسطحات المائية ومنع إلقاء المخلفات فيها. كما أوصى باختيار مواقع الاستزراع السمكي بعيداً عن مصادر التلوث، واستخدام أنظمة ترشيح وتهوية وتغيير المياه بشكل دوري، إلى جانب الاعتماد على مستحضرات حيوية لتحسين جودة المياه ودعم مناعة الأسماك.
وأكد أيضاً أهمية برامج التغذية المتوازنة الغنية بالفيتامينات والمعادن، والمتابعة الصحية الدورية لاكتشاف الأمراض مبكراً ومعالجتها، مع مراعاة عدم الإفراط في الكثافة السمكية داخل الأحواض. كما دعا إلى تطبيق قوانين بيئية صارمة ضد الجهات المخالفة، وزيادة التوعية المجتمعية بأهمية حماية الموارد المائية، وتشجيع البحث العلمي لتطوير تقنيات معالجة المياه وتحسين طرق الاستزراع.
واختتم مصيلحي مؤكداً أن الحد من تلوث المياه يتطلب تكاملاً بين الرقابة البيئية والإدارة السليمة للمزارع السمكية، إلى جانب التغذية الجيدة للأسماك وتطبيق القوانين، بما يضمن الحفاظ على صحة الأسماك وجودتها وحماية الثروة السمكية في مصر.