«عصفورين بحجر واحد».. دمج تربية الأرانب داخل مزارع الزيتون يفتح آفاقًا جديدة للربحية الزراعية
في إطار التوجه نحو تعظيم الاستفادة من الموارد الزراعية وزيادة دخل المزارعين، يبرز نموذج دمج تربية الأرانب داخل مزارع الزيتون كأحد الحلول الاقتصادية الواعدة، التي تحقق ربحًا مزدوجًا بتكاليف تشغيل محدودة وعائد منتظم على مدار العام.
ويعتمد هذا النموذج على الاستغلال الأمثل لمساحات المزارع، حيث لا تتطلب تربية الأرانب مساحات كبيرة، ما يسمح بإقامة المشروع داخل المزرعة دون التأثير على إنتاج الزيتون، مع تحويل المساحات غير المستغلة إلى مصدر دخل إضافي.
كما تسهم مخلفات الأرانب في توفير سماد عضوي عالي الجودة، يُحسّن خواص التربة ويرفع كفاءة إنتاج أشجار الزيتون، إلى جانب تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيماوية وخفض تكاليف التسميد.
ويمتاز مشروع الأرانب بـ دورة إنتاج سريعة وقدرة عالية على التكاثر، ما يتيح نموًا متدرجًا للمشروع وزيادة العائد شهريًا، فضلًا عن انخفاض تكاليف التشغيل نتيجة بساطة نظم التغذية والرعاية وعدم الحاجة إلى عمالة كثيفة.
ويحقق المشروع مصدر دخل ثابت من خلال تسويق لحوم الأرانب والأمهات والإنتاج الصغير، في ظل طلب متزايد بالسوق المحلي وأسعار تنافسية.
وأكد متخصصون أن نجاح هذا النموذج يتطلب توافر عدد من المقومات الأساسية، أبرزها اختيار مكان جيد التهوية داخل المزرعة، والاعتماد على سلالات أرانب إنتاجية، وتطبيق برنامج تغذية وتحصين متوازن، مع المتابعة المستمرة لإنتاج الزيتون وتحسين التربة باستخدام السماد الحيوي.
ويعد هذا الدمج نموذجًا عمليًا للتنمية الزراعية المستدامة، يحقق أقصى استفادة من الأرض، ويعزز دخل المزارعين، ويدعم الاقتصاد الريفي.
