بدائل الذرة والصويا في تغذية الدواجن: بين الواقع والتحديات
كتب-محمد أشرف
أكد الدكتور محمد غزلان، استشاري أمراض الدواجن، أن الاعتماد الأساسي في علائق الدواجن ما زال يرتكز حتى الآن على الذرة ومنتجاتها مثل الجلوتين، والصويا ومنتجاتها مثل زيت الصويا الخام، إلى جانب زيوت أخرى مثل زيت السمسم وزيت عباد الشمس. وتُعتبر هذه المكونات حجر الأساس في صناعة الأعلاف لما توفره من طاقة وبروتين ضروريين للنمو والإنتاج.
وأوضح اتشاري امراض الدواجن في تصريحات خاصه “لهواها بيطري “أن صناعة الأعلاف لا تقتصر على الذرة والصويا فقط، بل يدخل في تكوينها أيضًا ما يعرف بالـ”برميكسات”، وهي خليط من الفيتامينات والأملاح المعدنية والأحماض الأمينية مثل الميثيونين، الثريونين، والليسين، إضافة إلى مضادات الكوكسيديا والكوليستريديا، بجانب منشطات النمو التي تساعد على رفع الكفاءة الإنتاجية للقطيع.
وأشار إلى وجود بدائل متعددة للذرة والصويا، إلا أن الاعتماد عليهما يظل حتى الآن هو الخيار الأكثر جدوى من الناحية الاقتصادية والفنية، نظرًا لتوافرهما وملاءمتهما لاحتياجات الطيور. ومع ذلك، يمكن إدخال بعض الخامات الأخرى مثل مسحوق القوار الذي يُستخدم في الهند، شريطة إضافة إنزيمات مساعدة للهضم مثل الأميليز، البروتيز، والزيلانيز، لتقليل الآثار السلبية وتحسين الاستفادة الغذائية.
كما لفت إلى إمكانية استخدام خامات أخرى مثل الذرة السكرية أو منتجات ثانوية من محاصيل مختلفة، لكنها تتطلب أيضًا إضافة مجموعة من الإنزيمات (زيلانيز، بروتيز، ليسينيز) لدعم عملية الهضم، نظرًا لأن الجهاز الهضمي للطيور محدود القدرة على تكسير بعض المكونات المعقدة.
وأوضح الدكتور غزلان أن التطور في علم الإنزيمات (الإنزيمولوجيا) أحدث نقلة كبيرة في تحسين هضم الخامات البديلة، حيث تُستخدم إنزيمات مثل البروتيز، البيكتينيز، الأميليز، الزيلانيز، والفايتيز.
وأكد أن إنزيم الفايتيز على وجه الخصوص ساهم في خفض تكلفة الأعلاف عبر تقليل الحاجة إلى إضافة “الدايكالسيوم فوسفيت”، إذ يساعد على تحرير الفسفور غير المتاح للطيور، مما يوفر ما يقارب 30% من هذه الإضافة مرتفعة التكلفة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن المدى القريب ما زال يعتمد بشكل أساسي على الذرة والصويا ومنتجاتهما كأفضل الخيارات، بينما قد تفتح التطورات العلمية في مجال الإنزيمات الباب أمام بدائل أخرى على المدى البعيد.
كما أشار إلى أن استخدام القمح في بعض الدول قد يكون خيارًا بديلًا، لكنه في مصر يواجه تحديات تتعلق بارتفاع محتوى “الميوسين” الذي يسبب رغوة زائدة أثناء الطحن، إضافة إلى أن القمح مخصص بالأساس للاستهلاك الآدمي.