أخبار وتقارير

مركز “مناخ الزراعة” يكشف مفتاح نجاح الموسم الزراعي في ظل التغيرات المناخية

كتب-عمر ياسر

في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها مصر والعالم، يبقى تحديد موعد الزراعة القرار الأهم في حياة المزارع، كونه حجر الأساس لنجاح الموسم الزراعي أو فشله. ويؤكد الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز المناخ بوزارة الزراعة، أن اختيار التوقيت المناسب لم يعد رفاهية، بل أصبح مسألة مصيرية تتحكم في الإنتاجية والجودة والعائد الاقتصادي.

وأوضح فهيم أن الزراعة المبكرة قد تعرّض المحاصيل لمخاطر الحرارة العالية وانتشار الأمراض والآفات في بدايات النمو، بينما تؤدي الزراعة المتأخرة إلى فقدان النمو المثالي وخسارة جزء كبير من العائد. وأضاف أن الزراعة في توقيت غير متوافق مع المناخ ينعكس مباشرة على جودة الإنتاج والتسويق، ما يضطر المزارع إلى معالجة مشكلات طوال الموسم بزيادة في التكاليف والأعباء.

التغير المناخي يغير قواعد اللعبة

وأشار رئيس مركز المناخ إلى أن التغير المناخي أعاد رسم خريطة المواعيد الزراعية، فلم تعد المواعيد التقليدية صالحة كما في السابق. وأوضح أن موسم 2025 يشهد درجات حرارة أقل نسبيًا من الأعوام الماضية، لكن ذلك لا يعني انتهاء الصيف في موعده الفلكي المعتاد (22 سبتمبر)، حيث قد تستمر تأثيرات المنخفضات الحرارية مثل الهندي الموسمي والسوداني الموسمي، لتُحدث موجات مفاجئة تؤثر على بدايات الزراعة.

وأكد أن الموعد المناسب في العام الماضي قد لا يكون صالحًا هذا العام، مشددًا على ضرورة إعادة ضبط المواعيد وفقًا للتغيرات الفعلية في الطقس، مع الاعتماد على النماذج المناخية ومتابعة الوضع في كل إقليم على حدة.

القاعدة الذهبية لموسم 2025

كشف فهيم أن موسم هذا العام أقرب في ظروفه إلى موسم 2023 ويبتعد كثيرًا عن 2024، وبالتالي لن يشهد تأخيرًا كبيرًا في المواعيد. وضرب مثالًا: إذا بدأ المزارع زراعته في 20 سبتمبر العام الماضي، فالأفضل أن يبدأ هذا العام في 10 سبتمبر، وإذا كانت الزراعة في نهاية سبتمبر فمن الأفضل تقديمها إلى منتصف الشهر.

وشدد على أن المغزى الأساسي هو أن موعد الزراعة يتحرك تبعًا لامتداد حرارة الصيف وطول موجاته، داعيًا المزارعين إلى التعامل بمرونة مع هذه التغيرات.

اعتبارات أساسية قبل الزراعة

وأكد رئيس مركز المناخ أن نجاح الموسم يبدأ من التجهيز الجيد للأرض، مشيرًا إلى مجموعة من الإجراءات الضرورية، من أبرزها:

  • إضافة الكبريت الزراعي مع كبريتات النحاس (الجنزارة) لحماية التربة والنبات.
  • استخدام الجبس الزراعي (كبريتات الكالسيوم المائية) خاصة في الأراضي التي تعاني من الملوحة أو الأراضي الخفيفة المخصصة لزراعة الخضر.
  • الاعتماد على التسميد الأزوتي التنشيطي (1–2 شيكارة سلفات نشادر) لدعم سرعة الإنبات والتجذير.

واختتم فهيم بالتأكيد على أن الفترة الأولى بعد الزراعة هي الأخطر، إذ يكون امتصاص النبات ضعيفًا بسبب الحرارة والرطوبة، مما يتطلب تحفيزه بالري المنتظم والتسميد المتوازن لضمان بداية قوية وآمنة للمحصول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى