أخبار وتقاريرهواها بيديا

«د. حمدي الكومي» التغيرات المناخية تؤثر على إنتاج الدواجن وعلينا فرض رقابة صارمة على أسعار العلف

كتب-محمد أشرف

أكد الدكتور حمدي محمد الكومي، الأستاذ المساعد بقسم بحوث تغذية الدواجن، أن صناعة الدواجن في مصر تواجه تحديات كبيرة نتيجة تقلبات الطقس وارتفاع درجات الحرارة، ما ينعكس سلبًا على الإنتاج وجودة اللحوم وتكلفة العملية الإنتاجية ككل.
وأشار الكومي في تصريح خاص لـ”هواها بيطري” إلى أن أولى خطوات النهوض بالقطاع تبدأ من تهيئة العنابر المخصصة لتربية الدواجن، فمع ارتفاع درجات الحرارة، تصبح العنابر غير المجهزة بيئيًا سببًا مباشرًا في نفوق عدد كبير من الطيور، مؤكدًا أن العنابر الحديثة المزودة بأنظمة تهوية وتبريد تساهم في تقليل نسبة الفيروسات وتحسين معدلات النمو.
وشدد «خبير تغذية الدواجن» على أهمية التحكم في جودة الكتكوت منذ لحظة الفقس، موضحًا أن اختيار كتكوت جيد من سلالة محسّنة وراثيًا يعطي نتائج أفضل في وزن الذبيحة ويقلل من استهلاك العلف، وهو ما يصب في صالح المربي والمستهلك على حد سواء.
وفي تصريحات سابقة له، كشف الكومي عن أن سعر الكتكوت وصل إلى 20 جنيهًا، بينما بلغ سعر اللحم البيضاء للدواجن نحو 110 جنيهات، وهي أسعار مرتفعة تؤثر على تكلفة الإنتاج النهائية.
وأضاف أن الأدوية والفيتامينات المضافة للعلف لها دور كبير في دعم مناعة الطيور، إلا أن الاستخدام العشوائي أو الجرعات غير الدقيقة قد تأتي بنتائج عكسية، مبينًا أن بعض المربين يضيفون “3 سم” من الفيتامينات أو الأحماض الأمينية دون الرجوع إلى تركيزات موثقة، مما قد يضعف من تأثيرها.
وفيما يخص أسعار الدواجن، قال الكومي إن السوق يعاني من حالة من التذبذب بسبب عدم استقرار درجات الحرارة وتغير تكاليف الإنتاج، خاصة فيما يتعلق بأسعار العلف، التي تصل حاليًا إلى 70-75 جنيهاً للشيكارة، بزيادة تقدر بحوالي 5% عن الشهور الماضية.
وحذر خبير تغذية الدواجن من أن بعض التجار والمربين لا يلتزمون بالأسعار الرسمية الصادرة عن بورصة الدواجن، ما يؤدي إلى وجود تفاوت واضح في الأسعار بين المحافظات، داعيًا إلى وجود رقابة حقيقية من الهيئة العامة للخدمات البيطرية لضبط السوق.
وطالب بضرورة توفير علف مخصص للعنابر ذات الإنتاج المكثف، لضمان توازن بين التكاليف والجودة، وتجنب حالات الغش التي تحدث من بعض مصنعي العلف والذين يتلاعبون بالمكونات بهدف خفض التكلفة على حساب الجودة.


كما أشار إلى أن تأثير درجات الحرارة المرتفعة لا يقتصر فقط على نفوق الدواجن، بل يؤدي أيضًا إلى ضعف معدل تحويل العلف إلى لحم، ما يعني أن الطائر يستهلك كميات كبيرة من الغذاء دون أن يعطي الوزن المطلوب.
وحذّر من أن غياب الرقابة يفتح الباب أمام تلاعبات في أسعار الدواجن، وهو ما يؤثر مباشرة على المستهلك المصري الذي يعاني أصلًا من ضغوط اقتصادية، داعيًا الجهات المعنية إلى التدخل السريع لضبط السوق وتحديد هامش ربح عادل.
وأوضح د.حمدي أن عدم استقرار الطقس يدفع بعض المربين إلى استخدام طرق عشوائية للتبريد أو التدفئة، مما يرفع من التكاليف دون مردود حقيقي، مشيرًا إلى ضرورة تدريب المربين على الأساليب الحديثة في إدارة المزارع.
كما دعا إلى تعزيز التعاون بين مراكز الأبحاث والمؤسسات الإنتاجية من أجل إنتاج أعلاف مدعومة تحتوي على النسب الدقيقة من الأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن، بما يضمن صحة الدواجن دون تحميل المربي تكاليف إضافية.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك شفافية في تسعير المنتجات، وأن يتم الإعلان عن الأسعار الرسمية بشكل يومي من خلال منصات موثوقة، ما يضمن عدالة التوزيع ومنع الاحتكار.
وفي ختام تصريحه، أكد د. حمدي الكومي أن صناعة الدواجن في مصر قادرة على تجاوز هذه التحديات إذا ما توفرت لها بيئة تنظيمية قوية، وإجراءات رقابية صارمة، ودعم حقيقي من الدولة لمستلزمات الإنتاج الأساسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى