أخبار وتقارير

نفوق العجول الصغيرة يتجاوز 20%… خبراء يحذرون من الرضاعة المبكرة والمياه الملوثة

كتب-محمد أشرف

في ظل التحديات التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية في مصر، حذر الدكتور مصطفى فايز، أستاذ الطب البيطري بجامعة قناة السويس، من ارتفاع نسب نفوق العجول الصغيرة إلى أكثر من 20% في بعض المزارع، مؤكدًا أن سوء إدارة الرضاعة، وتجاهل القواعد العلمية في تغذية ورعاية العجول الرضيعة، يمثلان الخطر الأكبر على مستقبل القطيع والإنتاج الحيواني في البلاد.

الرضاعة المبكرة خطر قاتل على حياة العجول
قال الدكتور مصطفى فايز في تصريحات خاصة لموقع «هواها بيطري»، إن من أخطر الأخطاء التي يقع فيها المربون هو استعجال فطام العجول في سن مبكرة، أو تعريضها للتيارات الهوائية، إضافة إلى الاعتماد على الرضاعة الصناعية بالزجاجة دون تنظيم، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات تؤدي إلى إصابة العجول بالإسهالات القاتلة وفقدانها المناعة الطبيعية المكتسبة من لبن السرسوب.
وأكد «فايز» أن إعطاء اللبن بشكل عشوائي أو غير منتظم قد يتسبب في ارتفاع معدلات النفوق لتتجاوز 50%، كما يؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بالالتهابات الرئوية والمشكلات التنفسية، موضحًا أن الرضاعة المنظمة تمثل الدرع الأول لحماية العجل الرضيع وضمان نموه السليم.
التغذية والمناعة.. أساس قطيع قوي
شدد فايز على أن تغذية الأبقار والأمهات تلعب دورًا مباشرًا في صحة العجول، مشيرًا إلى أن البقرة السليمة والقوية يمكن أن تربي من 3 إلى 4 عجول خلال عمرها الإنتاجي الذي يمتد إلى نحو 10 سنوات.
وأوضح أن الأبقار تمتلك أربع كروش تساعدها على الهضم وإعادة الاجترار، وهي عملية حيوية تبدأ بعد نحو 60 إلى 70 يومًا من الولادة، وتحتاج إلى رعاية خاصة وتغذية متوازنة لضمان صحة الجهاز الهضمي وسلامة العجل.

أسباب النفوق: المياه الملوثة وبدائل اللبن المغشوشة
أشار الأستاذ بجامعة قناة السويس إلى أن المياه الملوثة تمثل أحد الأسباب الرئيسية لزيادة معدلات النفوق بين العجول الصغيرة، إلى جانب استخدام بدائل لبن السرسوب المغشوشة أو الرديئة التي تفقد قيمتها الغذائية وتؤدي إلى تدهور المناعة.
وأكد أن تدفئة العجول داخل المزارع خلال فترات البرد تعتبر من العوامل الحيوية للحفاظ على حياتها، إذ أن برودة الجو والإهمال في الرعاية قد تؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة للمربين.

دعوة لإعادة إحياء خبرات المربين القدامى
وأضاف الدكتور فايز أن المربين القدامى الذين كانوا يعتمدون على الخبرة والملاحظة الدقيقة استطاعوا تقليل نسب النفوق إلى 1% فقط، داعيًا إلى ضرورة الجمع بين الخبرة التقليدية والعلم الحديث لبناء قطيع قوي يضمن استدامة الإنتاج المحلي من اللحوم والألبان.

أزمة الأعلاف وبدائل الاستيراد
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف ونقص توافرها دفع بعض المربين إلى استيراد لحوم وعجول جاهزة، وهو ما يهدد مستهدفات الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي، مطالبًا بضرورة دعم صناعة الأعلاف المحلية وتوفير بدائل آمنة وعلمية للبن السرسوب للحد من النفوق وتحقيق أقصى عائد اقتصادي من الإنتاج الحيواني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى