سويلم: تكامل المياه والزراعة طريقنا لمواجهة الندرة المائية وتحقيق الأمن الغذائي العربي”
كتب-محمد أشرف
افتتح الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، والمهندس رائد أبو السعود وزير المياه والري الأردني ورئيس المجلس الوزاري العربي للمياه، فعاليات المجلس الوزاري المشترك الثالث لوزراء المياه والزراعة العرب، وذلك بحضور عدد من رؤساء المنظمات العربية والدولية المعنية بالمياه والزراعة، وممثلي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ترحيب مصري وتأكيد على أهمية التعاون العربي
رحّب الدكتور سويلم بالوزراء والسفراء والحضور في بلدهم الثاني مصر، مشيدًا بالجهود العربية المبذولة في تطوير منظومة إدارة الموارد المائية وتحقيق الأمن الغذائي.
وأكد أن هذا الاجتماع يُعد فرصة لتعزيز التكامل العربي في مواجهة التحديات المشتركة، مشيرًا إلى استعداد مصر الكامل لتبادل خبراتها وتجاربها الناجحة مع الدول الشقيقة.
المنطقة العربية تواجه شحًا مائيًا غير مسبوق
أوضح وزير الري أن المنطقة العربية تُعد من أكثر مناطق العالم معاناة من ندرة المياه، حيث تنبع أكثر من 65% من مواردها المائية من خارج أراضيها، مثل أنهار النيل ودجلة والفرات والسنغال.
وأشار إلى أن 19 من أصل 22 دولة عربية تقع ضمن نطاق الشح المائي، وأن نصيب الفرد في مصر لا يتجاوز 500 متر مكعب سنويًا، وهو أقل من حد الفقر المائي العالمي.
الترابط بين المياه والغذاء والطاقة
أكد الدكتور سويلم أن التحديات المائية والغذائية والطاقوية مترابطة، ما يتطلب نهجًا تكامليًا في إدارتها، لافتًا إلى أن اجتماع المجلس يعكس وعيًا عربيًا متزايدًا بضرورة إيجاد حلول مشتركة ومستدامة لهذه القضايا.
وأشار إلى أن إعلان القاهرة 2019 شكّل نقطة انطلاق مهمة في تعزيز التنسيق المؤسسي بين قطاعي المياه والزراعة، من خلال لجنة فنية رفيعة المستوى عملت على قضايا جوهرية مثل استخدام الموارد غير التقليدية وتحسين توزيع المياه.
التجربة المصرية: الري الذكي 2.0 نموذج للتكامل
واستعرض سويلم التجربة المصرية الرائدة من خلال الجيل الثاني لمنظومة الري المصرية (2.0)، التي تجسد عمليًا مفهوم الترابط بين المياه والغذاء والطاقة (WEFE).
وأوضح أن المنظومة تعتمد على التكنولوجيا والابتكار في إدارة المياه، وتشمل التوسع في مشروعات التحلية والمعالجة الثلاثية المتقدمة، بما يدعم الأمن الغذائي ويخفض تكلفة الإنتاج عبر الطاقة الشمسية.
التحلية والطاقة المتجددة: حلول المستقبل
لفت الوزير إلى أهمية ربط تحلية المياه بالإنتاج الغذائي الكثيف كأحد حلول المستقبل، مشددًا على أن انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية سيجعل التحلية أكثر جدوى اقتصادية، بشرط إدارتها ضمن منظومة متكاملة تراعي البصمة المائية للمحاصيل.
تعزيز التعاون العربي وسد فجوات البيانات
وشكر الدكتور سويلم كلًّا من منظمة الفاو والإسكوا والمنظمة العربية للتنمية الزراعية على جهودهم المتواصلة في دعم التنسيق العربي بين قطاعي المياه والزراعة.
وأكد ضرورة إنشاء منصات عربية لتبادل البيانات والخبرات، بما يساهم في دعم صنع القرار وتحسين كفاءة الاستثمارات المشتركة.
تحويل التحديات إلى فرص
واختتم وزير الري كلمته بالتأكيد على أن مصر نجحت في رفع كفاءة منظومة الري إلى أكثر من 88% عبر إعادة استخدام 22 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعي سنويًا، واستيراد محاصيل تعادل 34 مليار متر مكعب من المياه الافتراضية.
وقال إن هذه الأرقام تعكس ضخامة التحديات، لكنها أيضًا تُبرز قدرة الدول العربية على تحويلها إلى فرص حقيقية للتكامل والتعاون المستدام.