«أغلى من اللحم!».. أزمة الأعلاف تهدد الإنتاج الحيواني في مصر وسط ضغوط الدولار
كتب-محمد أشرف
في ظل التحديات الاقتصادية المتفاقمة وارتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية، ما زالت أزمة الأعلاف تمثل واحدة من أبرز العقبات التي تواجه قطاع الإنتاج الحيواني في مصر. حيث ألقى الارتفاع الحاد في تكلفة مستلزمات الإنتاج بظلاله على المربين، وهدد استقرار إمدادات اللحوم والبيض في السوق المحلي.
وأكد الدكتور محمد حسن بكر، أستاذ التغذية بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، خلال برنامجه الإذاعي “التخصص بيقول” عبر راديو «هواها بيطري»، أن انخفاض أسعار فول الصويا من نحو 12,500 جنيه إلى 10,500 جنيه للطن لا يعكس تحسنًا حقيقيًا في السوق، إذ لا تزال مكونات أساسية أخرى في الأعلاف مثل الذرة الصفراء والمركزات تُسجل ارتفاعًا ملحوظًا نتيجة صعوبات الاستيراد وتكلفة النقل والتمويل.
تراجع الإنتاج المحلي واعتماد مفرط على الاستيراد
أوضح “بكر” أن الإنتاج المحلي من مكونات الأعلاف لا يغطي سوى جزء محدود من الاحتياجات الفعلية، ما يجعل السوق المصري مرتبطًا بشدة بالأسواق الخارجية. ومع تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، ارتفعت تكلفة الاستيراد، مما دفع العديد من المربين إلى تقليص أنشطتهم أو إغلاق بعض المزارع لتقليل الخسائر.
تداعيات مباشرة على اللحوم والبيض
انعكست الأزمة بشكل مباشر على إنتاج اللحوم البيضاء والحمراء والبيض، نتيجة انخفاض القدرة على تغذية الحيوانات والدواجن بشكل كافٍ، ما أدى إلى تراجع معدلات النمو وزيادة الفاقد. وأشار بكر إلى أن تدهور جودة العلف أو تقليص كمياته يؤدي إلى ضعف التحويل الغذائي وانخفاض الكفاءة الإنتاجية.
دعوة إلى حلول محلية ومستدامة
وشدد الخبير في تغذية الحيوان على ضرورة الإسراع في تطوير بدائل محلية لمكونات الأعلاف المستوردة، مثل مخلفات التصنيع الزراعي والمصادر البروتينية البديلة، مما يساهم في تخفيف الضغط على العملة الأجنبية، وتقليل التبعية للخارج.
كما دعا “بكر” إلى تشجيع البحث العلمي والاستثمار في زراعة المحاصيل العلفية داخل مصر، باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي التدريجي، وضمان استقرار قطاع الثروة الحيوانية الذي يمثل مكونًا حيويًا في معادلة الأمن الغذائي الوطني.