أخبار وتقارير

أزمة عالمية تضرب سوق الأعلاف: اضطراب النقل وارتفاع التكاليف لهذا السبب ..

كتب-محمد أشرف

في ظل التقلبات المتسارعة التي يشهدها سوق الأعلاف والخامات في مصر والعالم، أكد حميده عبد الفضيل، تاجر أعلاف بمحافظة مطروح، أن الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع أسعار الذرة والخامات ليست مرتبطة بسعر الدولار كما يروج البعض، وإنما تعود بالأساس إلى الأوضاع الجيوسياسية العالمية، وعلى رأسها الحروب الجارية في المنطقة، مثل الحرب بين إيران وإسرائيل.
وأوضح عبد الفضيل، في تصريحات خاصة لـ”لهواها بيطري”، أن الأحداث الأخيرة أثّرت بشكل مباشر على تأمين عمليات النقل البحري، حيث اضطرت شركات الشحن البحري إلى اتخاذ إجراءات جديدة شملت تغيير مسارات السفن والطائرات، مما ساهم في تعطيل حركة نقل البضائع وزيادة تكلفة النقل بشكل ملحوظ.


وأضاف أيضا حميده أن ضعف التأمين البحري بات يمثل عقبة رئيسية أمام حركة التجارة الدولية، حيث لم تعد السفن تغادر الموانئ إلا بعد الحصول على تأمين كامل، وهو ما تسبب في تكدّس البضائع في المخازن والموانئ، رغم توفر الكميات، ما أدى إلى تأخير وصول الشحنات وزيادة تكلفة التخزين والنقل معًا.
وشدد عبد الفضيل على أن الأسعار الحالية لا ترتبط بوجود أزمة في الدولار، مؤكدًا أن لا يوجد تلاعب في السوق المحلي، وأن التجار يعانون مثل المستهلكين من هذه التغيرات المفاجئة في منظومة النقل العالمي.
وأشار إلى أن ما يحدث ليس مجرد أزمة عابرة، بل هو تحوّل في نمط التجارة العالمية، حيث أصبحت المسارات البحرية والجوية تسلك اتجاهات غير تقليدية لتجنب مناطق النزاع والخطر، وهو ما يضيف مزيدًا من الأعباء على تكلفة الاستيراد.
وتوقّع عبد الفضيل أن تشهد أسعار الذرة والخامات ارتفاعات جديدة خلال الفترة المقبلة، ما لم تشهد الأوضاع الجيوسياسية انفراجة تؤدي إلى استقرار حركة الملاحة البحرية والجوية.


وأوضح أن السوق يعاني حاليًا من حالة جمود جزئي نتيجة تأخر وصول الشحنات، إلا أن الكميات متوفرة في السوق العالمية، لكن المشكلة الأساسية تكمُن في صعوبة التحرك والنقل عبر المسارات الآمنة.
وفي ختام تصريحاته، دعا حميده عبد الفضيل إلى التعامل مع الأزمة بحكمة وشفافية، مشددًا على ضرورة أن تكون هناك آليات حكومية مرنة وسريعة للاستجابة لأي تغيّرات تؤثر على سلسلة الإمداد، وذلك حفاظًا على استقرار السوق المحلي وعدم تحميل المستهلك النهائي أعباء إضافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى