الحشرات تُهدد الثروة الحيوانية في الصيف.. والتحصين خط الدفاع الأول
كتب-محمد أشرف
مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، تتعرض الثروة الحيوانية في مصر، وخاصة الأبقار، لموجة من التحديات الصحية الناتجة عن الانتشار الكثيف للحشرات الناقلة للأمراض الوبائية.
وفي ظل هذه التغيرات المناخية، تبرز أهمية التوعية البيطرية، والالتزام بحملات التحصين الدورية، إلى جانب تحسين نظم التغذية، باعتبارها عناصر أساسية لحماية القطيع وضمان استمرارية إنتاج اللحوم والألبان.
وفي تصريح خاص لـ«لهواها بيطري»، أوضح الدكتور أحمد سامي محليس، مدير عام الطب الوقائي بهيئة الخدمات البيطرية، أن فصل الصيف يُعد من أكثر الفصول التي تهدد فيها الأمراض الوبائية صحة الماشية، مشددًا على أن التحصين والتغذية المتوازنة يمثلان خط الدفاع الأول للحفاظ على الثروة الحيوانية والحد من الخسائر الاقتصادية.
أمراض الصيف… خسائر في الوزن والمناعة
وأشار محليس إلى أن الصيف يُعد بيئة مثالية لتكاثر الحشرات، مثل الذباب والبعوض، والتي تنقل أمراضًا خطيرة أبرزها “الحمى الثلاثية الأيام” و”الجلد العقدي”.
وتابع موضحًا أن هذه الأمراض تتسبب في فقدان ملحوظ لوزن الحيوان قد يصل إلى نصف كتلته، فضلًا عن إضعاف المناعة، والتأثير على الخصوبة وجودة اللحوم والجلود، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة.
إنتاج اللحوم والألبان في خطر
وأكد أن انعكاسات هذه الأمراض لا تتوقف عند الصحة العامة للحيوان فقط، بل تمتد إلى الإنتاج ذاته، حيث تتسبب في تراجع كميات الألبان المنتجة وتدهور جودتها، فضلًا عن بطء نمو الحيوانات، مما يقلل من إنتاج اللحوم، كما أشار إلى أن الإصابة بمرض الجلد العقدي يؤدي إلى تشوه الجلود وفقدان قيمتها في الأسواق التصديرية.
التحصين… درع الوقاية الأول
وشدد مدير عام الطب الوقائي على أهمية التحصين باعتباره الوسيلة الأنجح للوقاية من الأمراض المنتشرة صيفًا، لافتًا إلى أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية وضعت خطة لتنفيذ حملات تحصين موسعة خلال فبراير 2026، تستهدف الأمراض الأبرز مثل الحمى الثلاثية والجلد العقدي.
وأكد ضرورة تجاوب المربين مع حملات التحصين التي تُنظم كل تسعة أشهر، للحفاظ على صحة القطيع وتفادي الخسائر المحتملة.
التغذية المتوازنة… ركيزة أساسية للمناعة
وفيما يتعلق بأهمية التغذية، أوضح محليس أن النظام الغذائي المتوازن لا يقل أهمية عن التحصين، مشيرًا إلى أن بعض المربين يهملون إضافة مكونات أساسية إلى علائق التغذية اليومية، مثل فول الصويا والأملاح المعدنية.
ولفت إلى أن هذا الإهمال يؤدي إلى ضعف المناعة وزيادة فرص الإصابة بالأمراض، مؤكدًا أن التغذية السليمة تعزز من مقاومة الحيوان وتحافظ على طاقته الإنتاجية.
توصيات مهمة للمربين
واختتم الدكتور أحمد سامي محليس حديثه برسالة توجيهية للمربين، دعاهم فيها إلى الالتزام بالتغذية الصحية والتحصين المنتظم، قائلاً: “البداية تكون بعليقة غذائية متوازنة، يليها الالتزام ببرامج التحصين والمتابعة البيطرية الدورية، الثروة الحيوانية تمثل أحد أعمدة الاقتصاد القومي، والحفاظ عليها مسؤولية مشتركة تتطلب وعيًا وتعاونًا من الجميع”.