د.محمد عبد العظيم: صناعة الدواجن بلا معايير واضحة.. والمربّي هو الخاسر الأكبر|خاص
كتب-محمد أشرف
تشهد صناعة الدواجن في مصر حالة من التذبذب الحاد والارتباك المستمر، سواء في أسعار الكتاكيت أو الأعلاف أو المنتج النهائي، مما يُلقي بظلاله الثقيلة على كل من المربّي والمستهلك، وفي ظل غياب منظومة تسعير عادلة ورقابة فعالة، باتت السوق خاضعة بالكامل لتحركات البورصة اليومية، مما يضع المُربين في مواجهة أزمات متلاحقة دون أي مظلة حماية حقيقية.
وفي حوار خاص لـ«هواها بيطري» ، كشف الدكتور محمد عبد العظيم، الباحث الأول في تغذية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، عن أبرز التحديات التي تواجه هذه الصناعة الحيوية، مؤكدًا أن غياب الضوابط وانعدام الشفافية هما أكبر معوقات التطوير، كما استعرض مقترحاته لإنقاذ السوق من حالة الفوضى.
● ما أبرز المشكلات التي تُعاني منها صناعة الدواجن في مصر حاليًا؟
المشكلة الأساسية تكمن في غياب المعايير الواضحة لتنظيم السوق، لا توجد قواعد ثابتة لتسعير الكتاكيت أو الأعلاف أو حتى المنتج النهائي، تختلف الأسعار من محافظة إلى أخرى، بل أحيانًا من تاجر لآخر، دون أي منطق أو رقابة، والمُربّي هو المتضرر الأكبر لأنه يتحمل وحده تقلبات السوق.
● في ظل هذا التذبذب، ما الأسباب الحقيقية وراء اضطراب الأسعار؟
الأسعار لا تُحدد بناءً على تكلفة الإنتاج، بل على بيانات البورصة اليومية، وهو أمر غير واقعي، كما أن هناك تلاعبًا واضحًا من بعض الشركات الكبرى، بالإضافة إلى غياب رقابة حقيقية على الأسواق، هذا إلى جانب انتشار الأمراض مثل إنفلونزا الطيور، ما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج وارتفاع الأسعار.
● كيف تقيّم دور اتحاد منتجي الدواجن في ضبط السوق؟
من المفترض أن يكون الاتحاد جهة ضغط فاعلة لحماية المُربّين وتنظيم السوق، لكن الواقع يشير إلى غياب الدور الحقيقي، نحتاج إلى تحرك واضح وفعّال من الاتحاد بالتنسيق مع وزارة الزراعة، لوضع آليات مُلزمة تمنع التلاعب وتضمن عدالة التسعير واستقرار السوق.
● في ظل فوضى الأسعار.. كيف تأثرت جودة الكتكوت والإنتاج؟
عندما تُفقد معايير الرقابة، تضعف الأسعار قد تتراوح من 65 إلى 70 جنيهًا، لكن لا يوجد ضمان للجودة كذلك، أسعار الأعلاف التي وصلت إلى أكثر من 33 ألف جنيه للطن العام الماضي، تضع عبئًا كبيرًا على المُربّي، وتؤثر في النهاية على جودة المنتج المعروض في السوق.
● البعض يربط ارتفاع الأسعار بزيادة سعر الدولار.. إلى أي مدى هذا الربط دقيق؟
رغم أن الدولار يؤثر بالتأكيد على مدخلات الإنتاج، فإن التلاعب بالسوق له دور أكبر، هناك شركات تستغل الأوضاع لتحقيق مكاسب مضاعفة، حتى إن لم يشهد الدولار تغيرًا ملحوظًا، المطلوب هو ضبط حلقات الإنتاج كافة، من الكتكوت حتى المستهلك، وتوفير بيئة إنتاجية عادلة وآمنة.
● ما الذي تنتظره من المسؤولين؟ وما رسالتك في ظل هذه الظروف؟
نُناشد الدولة ووزارة الزراعة بالتدخل العاجل لفرض رقابة حقيقية على السوق، ووضع آليات واضحة لضبط الأسعار ومنع التلاعب لأن المربّون لا يمكنهم الاستمرار في ظل هذه العشوائية، نحن بحاجة إلى منظومة إنتاج مستقرة، تضمن حماية المُربّي والمستهلك معًا، وتُعيد للصناعة توازنها المفقود.