أخبار وتقارير

د. حسين علي حسين “لراديو هواها بيطري” الفيروسات تتطور بسرعة وتُهدد الصحة العالمية

كتب-محمد أشرف

في عالم يشهد تزايدًا في الترابط والتداخل، أصبحت الفيروسات من أخطر التهديدات التي تواجه الصحة العامة عالميًا، سواء لدى البشر أو الحيوانات، ومن هذا الواقع، تبرز أهمية الفهم العميق لتطور الفيروسات وسلوكها، لا سيما في قطاع الثروة الحيوانية، الذي يُعد خط الدفاع الأول في منع انتقال العديد من الأمراض الوبائية إلى الإنسان.

وفي حوار خاص عبر “راديو هواها بيطري”، يسلط الدكتور حسين علي حسين، وكيل كلية الطب البيطري لشؤون الدراسات العليا، الضوء على واقع الفيروسات، والتحديات المرتبطة بها، وسبل التصدي لها، ويؤكد أن الوعي المجتمعي وبرامج التحصين يشكلان حجر الأساس في الوقاية، مشددًا على أن المواجهة الفعّالة تبدأ من الفهم الدقيق لخصائص كل فيروس على حدة.

تصنيف الفيروسات.. عائلات معقدة تتطور باستمرار

أوضح د. حسين على حسين وكيل الطب البيطري “لراديو هواها بيطري ” أن الفيروسات تُقسَّم إلى عائلات متعددة، بناءً على نوع الحمض النووي الذي تحمله (DNA أو RNA)، وبناءً على تركيبها الجزيئي، وقد تطور تصنيف الفيروسات على مدى المائة عام الماضية، إذ أصبح هناك تفرقة واضحة بين الفيروسات التي تصيب الإنسان، وتلك التي تستهدف الماشية أو الدواجن.

الفيروسات في الدواجن والماشية.. تحديات مستمرة

واشار الدكتور حسين أن فيروسات الدواجن والماشية تمثل تحديًا مستمرًا للقطاع البيطري، حيث تتميز بقدرتها العالية على الانتشار والتكاثر، فضلًا عن سرعة تحورها، كما أن أعراض هذه الفيروسات غالبًا ما تكون متشابهة، مما يُصعِّب عملية التشخيص المبكر ويؤخر التدخل الوقائي، وأضاف أن الكثير من هذه الفيروسات لا تتم تغطيتها أو مواجهتها بشكل فعّال في المراحل الأولى من ظهورها، رغم التطور الكبير في مجالات التحصين والتقنيات الحيوية الحديثة.

الفيروسات الوبائية.. تهديد عالمي عابر للحدود

وتحدث د. حسين عن بعض الفيروسات التي استطاعت الانتقال من الحيوانات إلى الإنسان، مسببة أوبئة عالمية، مثل الإنفلونزا بأنواعها، وأشار إلى أن أحد الفيروسات التي أودت بحياة أكثر من 40 مليون شخص في العالم، كان من الفيروسات الطائرة التي انتشرت بسرعة بين الدول، نتيجة للعولمة والتنقل المستمر بين القارات.

فيروس الإنفلونزا.. متغير سنوي يتطلب يقظة مستمرة

سلّط وكيل كلية الطب البيطري الضوء على فيروس الإنفلونزا كأحد أبرز الأمثلة على الفيروسات التي تصيب الإنسان. وأوضح أن الفيروس يطرأ عليه تغيّرات سنوية في تركيبته الوراثية، مما يستدعي تحضير لقاحات جديدة كل عام، يتم توزيعها على مستوى عالمي، وعلى الرغم من هذا، فإن الفيروس لا يزال يشكّل خطرًا حقيقيًا، نظرًا لسرعة تحوره وقدرته على إحداث جائحة في أي لحظة.

الحلول.. بين الوقاية والتحصين

واختتم الدكتور حسين حديثه بالتأكيد على أهمية التوعية المجتمعية والبحث العلمي في مجال الفيروسات، موضحًا أن الحلول الفعالة تكمن في التشخيص المبكر، والتقصي الوبائي المستمر، والاعتماد على نظم التحصين الحديثة، خاصة في قطاع الثروة الحيوانية، كما شدد على ضرورة تعزيز التعاون بين الجهات الصحية والبيطرية عالميًا لمواجهة الفيروسات قبل تحوّلها إلى كوارث صحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى