د. محمد عوض: التلقيح الاصطناعي ضرورة استراتيجية لمواجهة تحديات الإنتاج الحيواني
كتب-محمد اشرف
في مواجهة تحديات الواقع الزراعي وتراجع كفاءة السلالات الحيوانية المحلية، يبرز التلقيح الاصطناعي كأداة حاسمة لإعادة رسم ملامح الإنتاج الحيواني في مصر.
لم يعد هذا الأسلوب العلمي مجرد وسيلة لتحسين الخصوبة أو التحكم في التناسل، بل تحول إلى نهج استراتيجي تتبناه المؤسسات البحثية لتأمين مستقبل الغذاء وزيادة العائد من اللحوم والألبان.
وفي هذا الإطار، كان لـ”هواها بيطري” لقاء خاص مع الدكتور محمد عوض، مدير مركز التدريب على التلقيح الاصطناعي بمركز البحوث للإنتاج الحيواني، حيث سلط الضوء على أهمية هذه التقنية ودورها في دعم استدامة القطاع، مؤكدًا أن التلقيح الاصطناعي بات ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها هذا القطاع الحيوي.
توجه استراتيجي لمواجهة التحديات
أوضح الدكتور عوض أن الاهتمام المتزايد بالتلقيح الاصطناعي نابع من كونه وسيلة فعالة لمواجهة التحديات التي يعاني منها قطاع الإنتاج الحيواني، وعلى رأسها الحاجة إلى تحسين السلالات وزيادة الإنتاجية من اللحوم والألبان. وأضاف: “التلقيح الاصطناعي ليس مجرد تقنية حديثة، بل يمثل خيارًا استراتيجيًا يضمن الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة وتحقيق استدامة الإنتاج الحيواني.”
تدريب منظم للحيوانات والكوادر البشرية
وحول آلية العمل داخل المركز، أوضح الدكتور عوض أن الحيوانات تُخضع لتدريبات منظمة على التلقيح الاصطناعي، من خلال بيئة ملائمة وتجهيزات فنية متقدمة، بإشراف فريق متخصص ذي خبرة علمية عالية. وأكد أن النجاح في هذا المجال لا يقتصر على الجانب الفني فقط، بل يتطلب أيضًا إعدادًا جيدًا للكوادر البشرية، حيث يخضع العاملون لتأهيل يجمع بين الدراسة النظرية والتدريب العملي المكثف.
أهمية جودة السائل المنوي
وأشار مدير مركز التدريب إلى أن جودة السائل المنوي تُعد من أبرز العوامل المؤثرة في نجاح عمليات التلقيح، مؤكدًا أنه لا يُستخدم إلا إذا كان في حالة ممتازة، مما يضمن نتائج جيدة على صعيد الخصوبة وانتظام الدورة التناسلية للحيوان.
معايير فنية دقيقة في التعامل مع المادة الوراثية
وفيما يتعلق بالجوانب الفنية الخاصة بالسائل المنوي المستخدم، أوضح الدكتور عوض أنه يجب حفظه واستخدامه عند درجة حرارة 37 درجة مئوية، حفاظًا على كفاءته. وبيّن أن هناك فرقًا كبيرًا بين مراحل التجميع والتخزين والاستخدام، إذ تتطلب كل مرحلة تجهيزات وخبرات دقيقة لضمان الحفاظ على المادة الوراثية بأعلى جودة ممكنة.
اختتم الدكتور محمد عوض حديثه بالتأكيد على أن التلقيح الاصطناعي هو ركيزة أساسية في تطوير قطاع الإنتاج الحيواني، داعيًا إلى مواصلة الاستثمار في البحث والتدريب ورفع كفاءة العاملين، باعتبار أن التطوير الحقيقي يبدأ من العنصر البشري.