أيهما أفضل الأماكن المفتوحة أم المغلقة؟.. سلوك تناول العلف عند الدواجن
تحدث د. قاسم العراقي، الأستاذ المساعد بقسم سلوكيات الحيوانات ورعايتها بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، عن سلوك تناول العلف عند الدواجن، وكم مرحلة يتم فيها الأكل؟ وهل يمكن أن نستفيد منها في الرعاية الجيدة؟
وتابع “العراقي” خلال لقائه في برنامج “أسرار الدواجن” المذاع على راديو “هواها بيطري”: إذا نظرنا إلى الكتكوت من عمر يوم نجد أنه حينما يفقس لا يستطيع التعرف على العلف، ولكن تكون عنده غريزة فطرية للقيام بالنقر في الأشياء الغذائية وغير الغذائية ولكنه يتعرف مع الوقت على المواد العلفية ويزداد اهتمامه بها، ومن الأشياء التي تحفز الكتكوت للعلف هي صوت النقر الموجود عند المعالف، وأيضا أن يكون تقديم الأعلاف على شكل مجموعات حول العلافات لأن ذلك يحفز الكتاكيت للأكل، لذلك يجب في عملية الرعاية الصحيحة للكتاكيت قيام عامل المزرعة بتحفيز الكتاكيت عن طريق إصدار بعض الأصوات عند العلافات لأن ذلك يفيد كثيرا في عملية التسمين.
وأشار د. قاسم العراقي، إلى أن الطائر يتناول العلف على مرحلتين، وهي الشهية، والإقبال للبحث عن العلف ويسمى “بسلوك الرعي” وبالمقارنة بين تربية الدواجن في مكان مغلق نجد أن نسبة الإقبال على الطعام يكون بنسبة 38% بينما في الأماكن المفتوحة تكون بنسبة 18% وذلك لأن الطائر يملك بعض الحرية في الحركة ويجد بعض الأنشطة التي يقوم بها على عكس الأماكن الضيقة التي يكون الطائر بها معرضا إلى الطعام بشكل أكبر.
حبيبات العلف الكبيرة والخشنة
وأضاف: أثبتت البحوث العلمية الحديثة أن الدواجن تختار غريزيا حبيبات العلف الكبيرة والخشنة عن الصغيرة الناعمة ولكن يتناسب ذلك مع حجم المنقار فالكتكوت يختار الحبيبات الصغيرة التي تتناسب مع حجم منقاره، ومع زيادة سنه يبدأ باختيار الحبيبات الكبيرة التي تتناسب معه.
وتابع، كما وجد العلماء أن ذلك الطائر يختار الحبيبات الكبيرة لأنها تحفز عمل “القونصة” ويساعدها على أداء وظائفها، الأمر الذي دفع منتجي الأعلاف إلى إنتاج علف “البيليت” أو “العلف المحبب” لكي يتماشى غريزيا مع سلوك الدواجن، وأيضا لأن الباحثين لاحظوا تراجعا في نشاط القونصة لدى الطيور التي تعتمد على الحبوب الناعمة، وأيضا يقلل من وقت اختيار الطيور للحبيبات الكبيرة من الأخرى الناعمة؛ حيث يقضي الطائر ليأكل في 56 ثانية عند العلافة إذا كان العلف كبيرا “بيليت”، بينما يقضي 114 ثانية عند العلافة إذا كان العلف ناعما.
وقال د. قاسم العراقي، أن العيب الوحيد للعلف البيليت قد يتمثل في زيادة الهضمية عند الطيور، وذلك لأن علف البيليت يطبخ تحت ضغط حراري فبالتالي تكون العناصر الغذائية شبه مهضومة مما يتسبب في تراكم الدهون في بطن الطائر، أو دفع للنمو عن الحد الطبيعي للطائر، ولذلك قام العلماء باستحداث برامج للإظلام عند التسمين للحد من ظاهرة الموت المفاجئ للطيور وتكوين الدهون.
وأضاف أن الطيور لديها قدرة انتقائية عالية للطعام فالطيور تستطيع أن تنتقي أماكن الطعام التي توفر لها احتياجاتها الغذائية، وأيضا لها القدرة على انتقاء العناصر الغذائية التي يحتاج إليها، فمن العناصر التي تبعث على الشهية العالية للدواجن “الكالسيوم، والفسفور، والزنك، والثيامين، والصوديوم”.
وأكد د. قاسم، أن الدواجن تعتاد على طعم وملمس ولون العلف، لذلك ينصح المربين بعدم تغيير نوع العلف المقدم للدواجن بشكل فجائي حتى لا تتغير رغبة الدواجن في الإقبال على العلف، حيث يجب أن يتم خلط العلف القديم بالجديد حتى يتم التأقلم على العلف الجديد بشكل أسرع ولا يتسبب في تراجع إقبال الدواجن على العلف.