التغذية المتوازنة للأبقار: أساس صحة القطيع وجودة الإنتاج والعائد الاقتصادي

تعد التغذية المتوازنة حجر الأساس في نجاح مشاريع تربية الأبقار، سواء للإنتاج الحليبي أو اللحومي، إذ ترتبط بشكل مباشر بصحة القطيع، وجودة المنتجات، والعائد الاقتصادي للمربي. ويؤكد خبراء الثروة الحيوانية أن اتباع برامج تغذية علمية ومدروسة يمثل استثمارًا حقيقيًا في صحة الأبقار وتحقيق أفضل مردود اقتصادي.
أسس عامة لتغذية الأبقار
يشدد المختصون على أهمية امتلاك المربي جداول التحليل الغذائي للأعلاف وفهم طرق قراءتها، نظرًا لدورها الحيوي في تكوين علائق متوازنة تلبي الاحتياجات الغذائية للأبقار بدقة. ويُنصح بالاعتماد على الخامات العلفية منخفضة التكلفة قدر الإمكان، شرط ألا يقل محتواها الغذائي عن الحد المطلوب لضمان صحة الحيوان وجودة الإنتاج.
الأملاح المعدنية والحد من الهدر العلفي
تشكل مكملات الأملاح المعدنية والفيتامينات جزءًا لا غنى عنه في أي عليقة متوازنة. وينصح الخبراء بتقديمها بالنسب الدقيقة الموصى بها، مع الحرص على تقليل هدر العلف، إذ يمكن أن يتحول الهدر اليومي البسيط إلى خسائر كبيرة على مدار العام، كما يؤكدون ضرورة مراقبة استهلاك الأبقار للكميات المحددة لضمان تحقيق الاستفادة القصوى.
التغذية حسب مستوى الإنتاج
تتطلب إدارة برامج التغذية ضبط الكميات ونوعية الأعلاف وفقًا لمستوى إنتاج الأبقار، مع استخدام أعلاف متوازنة اقتصاديًا وصحيًا. ويحذر المختصون من زيادة كميات العلف المركز دون زيادة الإنتاج، إذ قد يؤدي ذلك إلى خسائر اقتصادية وارتفاع معدلات المشكلات الصحية بين الأبقار.
إرشادات خاصة بأنواع معينة من الأعلاف
ينصح الخبراء بعدم تقديم الفصة غير مكتملة النمو لتجنب حالات النفاخ، كما يُحذر من تقديم الفصة الندية أو السماح برعي الأبقار على الندى صباحًا، ويُفضل تقديم كمية من التبن قبل خروج الأبقار للمرعى.
ويُستثنى من الأعلاف بعض النباتات، إذ يجب عدم تقديم الذرة في مراحل نموها المبكرة لاحتوائها على مواد سامة، ويُسمح باستخدامها فقط بعد التجفيف مع تقطيع السيقان قبل الإعطاء. كما يُنصح بعدم تقديم أوراق الكرنب والقرنبيط بكميات تتجاوز 10 كيلوجرامات يوميًا لتجنب الروائح غير المرغوبة في الحليب والمغص، بينما تعتبر عروش الجزر مفيدة لكن الإفراط فيها قد يمنح الحليب لونًا مائلًا للأخضر.
أما عروش البطاطا، فيُسمح باستخدامها فقط بعد اصفرارها لتفادي السموم، مع ضرورة تجنب كميات كبيرة من العروش أو الباذنجان أو البندورة، لما قد يسببه من إسهال وانخفاض في إنتاج الحليب. ويحذر المختصون بشدة من استخدام العروش المصابة بالفطريات، نظرًا لتأثيرها الخطير على صحة الأبقار وإحداث التهابات وأعراض مرضية حادة.
يؤكد خبراء تربية الأبقار أن الالتزام ببرامج التغذية السليمة، مع مراقبة نوعية الأعلاف وكمياتها، يشكل الضمان الحقيقي لصحة القطيع، وجودة الإنتاج، وتحقيق أفضل عائد اقتصادي، بما يعزز استدامة مشاريع تربية الأبقار ويضمن استمراريتها على المدى الطويل.




