أخبار وتقارير

الثروة الحيوانية في مواجهة التقلبات الجوية: استراتيجيات الخبراء لحماية القطعان الصغيرة

كتب-محمد أشرف

يشكل تغير المناخ وتذبذب الأحوال الجوية تحديًا متزايدًا لقطاع الإنتاج الحيواني، خاصةً فيما يتعلق بـالقطعان الصغيرة التي تُعد الأكثر حساسية للظروف البيئية القاسية. وفي هذا الإطار، يؤكد د. جمال سلومة، خبير الإنتاج الحيواني، أن تطبيق حزمة من الإجراءات الوقائية والإدارية الصارمة أمر حتمي لضمان استمرارية صحة وكفاءة الماشية.
التحديات المناخية: انخفاض الحرارة والرطوبة العدو الأكبر
يشير د. سلومة خلال تصريحات خاصة«لهواها بيطري» إلى أن العوامل البيئية الرئيسية التي تؤثر سلبًا على صحة الحيوانات هي انخفاض درجات الحرارة والتيارات الهوائية المباشرة، بالإضافة إلى الرطوبة الشديدة.
• انخفاض الحرارة: يؤدي إلى زيادة معدل الأيض لدى الحيوان للحفاظ على درجة حرارة جسمه، ما يستنزف الطاقة ويقلل من كفاءة تحويل الغذاء، ويزيد من تعرضه لأمراض الجهاز التنفسي.
• التيارات الهوائية: تُسبب ما يُعرف بـ”عامل البرودة” (Wind Chill Factor) الذي يزيد من فقدان الحرارة من سطح جسم الحيوان، حتى لو لم تكن درجة الحرارة الفعلية منخفضة جدًا، وهو ما يجب تجنبه كليًا.
• الرطوبة الشديدة: تُعد بيئة مثالية لنمو الميكروبات والفطريات، وتفاقم أمراض الجهاز التنفسي والجلد.

استراتيجية الحماية: التدفئة والتغذية المتكاملة للقطعان الصغيرة
للتصدي لهذه المخاطر، يركز الخبير على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية فورية وموسمية:
• حماية المأوى: يجب تأمين أماكن إيواء الماشية ضد الطقس السيئ والرياح الباردة، مع التركيز على العزل الحراري وتوفير تهوية جيدة غير مباشرة لتجنب تراكم الغازات الضارة دون تعريض الحيوان للتيارات الهوائية.
• التغذية البروتينية المتكاملة: يشدد د. سلومة على أن الحيوانات الصغيرة تحديدًا تحتاج إلى جميع البروتينات الأساسية في وجباتها، وذلك لدعم جهازها المناعي وتعويض الطاقة المفقودة بسبب محاولة تدفئة الجسم. يُعد توفير نظام غذائي غني بالطاقة والفيتامينات خط الدفاع الأول.
• تجنب التعرض المباشر: ضرورة عدم تعريض جميع الحيوانات لظروف الطقس السيئ، خاصة في أوقات الذروة لانخفاض الحرارة أو هطول الأمطار.

الإدارة الصحية: اليقظة والتحصينات كأولوية قصوى
لا تكتمل منظومة الحماية دون تطبيق برنامج صحي صارم، ويشمل ذلك:
• اليقظة ضد الأمراض: عند حدوث الأمراض، يجب الاتخاذ الفوري للإجراءات اللازمة من عزل للحيوانات المصابة والبدء في العلاج تحت إشراف بيطري مباشر.
• برنامج التحصينات: تُعد التحصينات هي الركيزة الأساسية للوقاية في قطاع الثروة الحيوانية. يجب الالتزام بالجدول الزمني للتحصينات الدورية ضد الأمراض الوبائية والموسمية التي تنتشر مع تغيرات الطقس.
واختتم د. سلومة أن الاستثمار في جودة المأوى والتغذية المتوازنة يُمثل استثمارًا في الإنتاجية، وهو ما يُقلل من الخسائر الاقتصادية الناجمة عن نفوق الحيوانات أو تدهور حالتها الصحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى