أخبار وتقارير

ارتفاع الوقود يهدد استقرار الإنتاج الحيواني.. والمستهلك يدفع الثمن

كتب -محمد أشرف

في ظل التغيرات المستمرة بأسعار الطاقة عالميًا ومحليًا، يشهد قطاع الثروة الحيوانية تحديات متزايدة نتيجة ارتفاع أسعار البنزين والسولار، ما أدى إلى زيادات ملحوظة في تكاليف التشغيل والنقل، ورفع العبء على المربين والمستهلكين على حد سواء.
الوقود.. عنصر رئيسي في معادلة الإنتاج
قال الدكتور محمد عبد ربه، خبير الثروة الحيوانية، في تصريحات خاصة لموقع «هواها بيطري»، إن الوقود يُعد من العناصر الأساسية التي تُحدد تكلفة التشغيل في مشروعات الإنتاج الحيواني، مشيرًا إلى أن الاعتماد على السولار لتشغيل المولدات داخل المزارع، خاصة في أوقات انقطاع الكهرباء، يجعل أي ارتفاع في أسعاره مؤثرًا بشكل مباشر على المربين.
وأضاف عبد ربه أن “النقل يُعد من الحلقات الأكثر تأثرًا بزيادة أسعار الوقود، سواء في توصيل الأعلاف إلى المزارع أو في توزيع المنتجات الحيوانية إلى الأسواق، وهو ما ينعكس في النهاية على سعر البيع النهائي للمستهلك”.
الأعلاف والتدفئة.. تكاليف متزايدة تضغط على المنتجين
وأوضح خبير الثروة الحيوانية أن الأعلاف تمثل النسبة الأكبر من تكلفة الإنتاج، مؤكدًا أن زيادة تكاليف النقل بفعل الوقود تؤدي إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، وبالتالي رفع التكلفة الإجمالية للإنتاج.
وأشار إلى أن تكاليف التدفئة داخل المزارع، خاصة خلال موسم الشتاء، تعتمد بشكل كبير على الطاقة التقليدية، ما يضيف عبئًا إضافيًا على المنتجين في ظل أسعار الوقود الحالية.
تأثير مباشر على الأسواق والمستهلكين
وحذّر عبد ربه من أن استمرار ارتفاع أسعار الطاقة يهدد استقرار سوق الثروة الحيوانية، إذ قد يؤدي إلى انخفاض حجم الإنتاج المحلي أو إحجام صغار المربين عن الاستمرار في النشاط، نظرًا لضغوط التكلفة وتقلص هامش الربح.
وأكد أن هذه الزيادات قد تنعكس على أسعار اللحوم والألبان والدواجن والبيض، مما يرفع من معدلات التضخم الغذائي ويؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين.
دعوة لتبني حلول بديلة ومستدامة
وفي ختام حديثه، دعا الدكتور عبد ربه إلى التوسع في استخدام مصادر الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية والغاز الحيوي داخل المزارع، لما لها من دور في تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي وخفض تكاليف التشغيل.
كما شدد على أهمية تدخل الدولة لتقديم دعم فني ومالي للمربين، بما يضمن استمرارية الإنتاج واستقرار الأسواق وتحقيق الأمن الغذائي الوطني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى