أزمة القطن تهدد مزارعي كفر الشيخ بالتوقف عن زراعته
كتب-محمد أشرف
هدد عدد كبير من مزارعي القطن في محافظة كفر الشيخ، التي تستحوذ على نحو ثلث المساحات المزروعة بالقطن في مصر، بالتوقف عن زراعته خلال السنوات المقبلة، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وتراجع أسعاره بشكل غير مسبوق. وأكد المزارعون أن محصول القطن، الذي كان يُعرف سابقًا بـ “الذهب الأبيض”، أصبح غير مجزٍ اقتصاديًا بعد أن تخلت الدولة عن دعمه كمحصول استراتيجي.
وقال سيد أحمد عيسى، عضو مجلس النواب الأسبق، في تصريح خاص لـ “هواها بيطري”، إن عدداً كبيراً من المزارعين عزفوا عن زراعة القطن بسبب ارتفاع التكاليف وانخفاض العائد المادي. وأوضح أن المساحات المزروعة على مستوى الجمهورية تراجعت من نحو 104 آلاف فدان العام الماضي إلى أقل من 85 ألف فدان فقط هذا العام، رغم أن كفر الشيخ تعد من المحافظات الرئيسية في زراعة القطن طويل التيلة.
وأشار عيسى إلى أن تكلفة زراعة الفدان أصبحت عبئًا كبيرًا على الفلاحين، حيث تجاوز سعر شيكارة اليوريا 1500 جنيه، في حين يحتاج الفدان إلى 10 شكاير، بينما توفر الدولة ثلاث شكاير فقط بسعر مدعم قدره 275 جنيهاً، ما يضطر المزارع إلى شراء باقي الكمية من السوق السوداء. وأضاف أن أجرة جمع القطن بلغت نحو 400 جنيه للعامل في اليوم مقابل 4 ساعات عمل فقط، بخلاف تكاليف التقاوي، المبيدات، العمالة، وأعباء الري.
وتابع قائلاً: “الأزمة لا تقتصر على ذلك، فبعد تطبيق مشروع الري المطور فوجئ المزارعون بمطالبتهم بسداد 15 ألف جنيه عن كل فدان، يتم تحصيلها عبر الضرائب العقارية على ثلاث سنوات فقط، رغم أن وزارة الري أعلنت تقسيطها على سبع سنوات، وهو ما يمثل ظلماً كبيراً للفلاحين”.
من جانبه، أوضح رشاد عبد الواحد، أحد مزارعي المحافظة، أن القطن كان في الماضي مصدر فرحة للمزارعين، إذ كانوا يعتمدون على عائده في تلبية احتياجات أسرهم وتزويج أبنائهم، إلا أنه أصبح اليوم غير ذي جدوى. وأكد أن ارتفاع تكلفة تجهيز الأرض، التقاوي، المبيدات، أجور العمالة، وحتى أكياس التعبئة، جعل من زراعته عبئاً ثقيلاً على الفلاح البسيط.
وأضاف أن المزارع أصبح ينتظر بعد تسليم المحصول للمجمعات الزراعية عقد المزادات، حيث يتحكم التجار في الأسعار، على عكس ما كان يحدث في السابق عندما كانت الجمعيات الزراعية تتولى شراء المحصول بأعلى سعر يضمن للمزارع عائداً مناسباً.
وطالب المزارعون الحكومة بضرورة التدخل العاجل لإعادة دعم محصول القطن وحماية الفلاحين من الخسائر، محذرين من أن استمرار الأوضاع الحالية سيدفعهم للتوقف نهائياً عن زراعته خلال السنوات المقبلة.