“الزراعة” تُطلق حصرًا سنويًا شاملًا للجاموس المصري لتعزيز الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي
كتب-محمد أشرف
أعلن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، عن بدء تنفيذ حصر شامل سنوي لأعداد الجاموس في مصر، ضمن أعمال الحصر الميداني العام للثروة الحيوانية، وذلك في إطار خطة الدولة لتطوير المنظومة وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد الحيوانية، وزيادة إنتاج مصر من اللحوم والألبان.
وأكد وزير الزراعة، في بيان رسمي اليوم، أن هذا الإجراء يسهم في بناء قواعد بيانات إلكترونية دقيقة، تُعد أداة حيوية لدعم اتخاذ القرار، خاصة فيما يتعلق ببرامج التحسين الوراثي للثروة الحيوانية، وبشكل خاص الجاموس المصري.
وأوضح فاروق أن الجاموس المصري يُعد من أكثر السلالات تحملاً للتغيرات المناخية، ما يعزز فرص زيادة الإنتاج من اللحوم والألبان، وتحسين دخل صغار المزارعين، إلى جانب توفير الأمصال واللقاحات البيطرية، وإدارة تغذية سليمة لرفع كفاءة الإنتاج.
وأشار إلى أن أعداد الجاموس شهدت نموًا ملحوظًا خلال الفترة من 2020 إلى 2024، حيث بلغ عدد الرؤوس عام 2020 نحو 1.3 مليون رأس، منها 341 ألف رأس تسمين، و958 ألف رأس من الإناث.
وفي عام 2022، ارتفع العدد إلى 1.4 مليون رأس، منها 414 ألف رأس تسمين، ومليون رأس إناث. بينما سجل عام 2024 نحو 1.5 مليون رأس، بينها 450 ألف رأس تسمين و1.1 مليون رأس إناث، بزيادة قدرها 18% مقارنة بعام 2020، نتيجة حزمة من التسهيلات التي قدمتها الوزارة لتشجيع تربية عجول البتلو من الجاموس والأبقار.
وأشار علاء فاروق إلى أن الوزارة وفّرت قروضًا ميسرة للمربين، دعمت إنشاء مزارع نظامية متخصصة في إنتاج الجاموس سواء للألبان أو اللحوم، من بينها مزارع نموذجية تابعة للوزارة.
وبيّن الوزير أن الجاموس يسهم بنحو 28% من إنتاج اللحوم الحمراء، ويُشكل حوالي 23% من إنتاج الألبان على المستوى المحلي.
وبحسب البيان، أسفرت جهود الوزارة عن نتائج ملموسة، إذ ارتفع معدل النمو اليومي لعجول الجاموس المحسن وراثيًا إلى 1200 جرام يوميًا، مقارنة بـ850 جرامًا للجاموس غير المحسن، بزيادة تتجاوز 40%.
كما زاد إنتاج اللبن اليومي للجاموس المحسن ليبلغ 10 إلى 16 كجم، مقابل متوسط 5 كجم للجاموس التقليدي، ما يعزز الأمن الغذائي ويزيد العائد الاقتصادي للمربين.
وأكد فاروق أن الوزارة مستمرة في دعم برامج تحسين الجاموس المصري، مستشهدًا بقدرته العالية على التكيّف مع درجات الحرارة والرطوبة، ومقاومته الطبيعية للأمراض مقارنة بالسلالات الأخرى.
وأشار إلى أن برامج التحسين الوراثي تخضع لضوابط علمية دقيقة، تشمل عمليات التهجين المدروس بين السلالات المحلية والأجنبية عالية الإنتاجية، مع اعتماد تقنيات التلقيح الاصطناعي الحديثة، موضحًا أنه لا يُسمح باستيراد قصيبات السائل المنوي للسلالات الأجنبية إلا بعد مراجعة دقيقة ومحجرية، بما يضمن الحصول على أجيال قوية ومنتجة.
واختتم الوزير تصريحه بالتأكيد على أن الجاموس المصري حيوان ثنائي الغرض، يجمع بين إنتاج اللحوم والألبان، ويتميز بقدرته على الاستفادة من المخلفات الزراعية منخفضة التكلفة كمصدر غذائي، ما يجعله خيارًا اقتصاديًا واستراتيجيًا في دعم الأمن الغذائي بمصر.