مصر تواصل دعمها لأوغندا في إزالة الحشائش المائية وتطوير البنية النهرية

كتب-محمد أشرف

في إطار العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين جمهورية مصر العربية وجمهورية أوغندا، تلقى الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، تقريرًا من الدكتور عارف غريب، رئيس قطاع شؤون مياه النيل، بشأن الزيارة التي قام بها وفد من القطاع إلى مواقع المرحلة السادسة من المشروع المصري الأوغندي لمقاومة الحشائش المائية بالبحيرات العظمى بأوغندا.

وتضمنت الزيارة تفقد أعمال التطهير الجارية في منطقة “كامونجا”، حيث يتم تنفيذ عدد من المشروعات التنموية، من بينها تطوير المرسى النهري وإنشاء سوق سمكي يخدم السكان المحليين ويعزز من فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة.

وأكد الدكتور سويلم أن المشروع يأتي كاستجابة فورية من الجانب المصري لطلب الحكومة الأوغندية، بهدف مواجهة مشكلة انسداد مخرج بحيرة كيوجا بسبب انتشار نبات ورد النيل، وهو ما تسبب في ارتفاع منسوب المياه بالبحيرة ونزوح آلاف المواطنين من القرى المحيطة.

وأوضح الوزير أن المشروع يشكل نموذجًا ناجحًا للتعاون الإقليمي، حيث تم التوقيع على المرحلة السادسة منه في الأول من نوفمبر 2023 بالقاهرة، خلال فعاليات “أسبوع القاهرة السادس للمياه”، وذلك بمنحة مصرية قدرها 3 ملايين دولار تمتد لثلاث سنوات، لدعم التنمية المستدامة في أوغندا.

وأسهم المشروع بشكل فعال في إزالة الحشائش المائية من مخارج البحيرات الاستوائية (فيكتوريا، كيوجا، ألبرت) ومصب نهر كاجيرا، مما ساعد على تقليل خطر الفيضانات، وحماية المدن والقرى الواقعة على ضفاف هذه البحيرات من الأضرار البيئية والاقتصادية.

وفي خطوة مبتكرة، تم استخدام الحشائش المائية التي تتم إزالتها من المجاري كوقود حيوي، حيث جرى إنشاء وحدات لإنتاج الغاز الحيوي في المجتمعات الريفية، وتم تدريب السكان المحليين على آليات إزالة الحشائش يدويًا وتحويلها إلى مصادر طاقة نظيفة وآمنة.

كما شمل المشروع إنتاج السماد العضوي من هذه الحشائش، في إطار خطة متكاملة لرفع كفاءة الإنتاج الزراعي وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد البيئية المتاحة.

وأشاد الدكتور سويلم بتفاعل المواطنين الأوغنديين مع المشروع، مؤكدًا أن مشاركة المجتمعات المحلية تعد ركيزة أساسية لضمان استدامة نتائج المشروع على المدى الطويل، وتحقيق التنمية الاقتصادية والبيئية المنشودة.

وأشار التقرير إلى أن تطوير المرسى النهري وإنشاء السوق السمكي في كامونجا من شأنه تعزيز قطاع الصيد وتوفير فرص العمل، مما ينعكس إيجابًا على دخل الصيادين ويدفع بعجلة التنمية الاقتصادية بالمنطقة.

ويأتي هذا المشروع استكمالًا للاتفاقية الموقعة بين مصر وأوغندا عام 1999، والتي تضمنت تقديم منحة مصرية لتنفيذ مشروع مقاومة الحشائش المائية في البحيرات العظمى ومصب نهر كاجيرا، كجزء من رؤية مصرية أوسع لتعزيز التعاون في إدارة الموارد المائية في حوض النيل.

وتؤكد وزارة الموارد المائية والري استمرارها في دعم الدول الإفريقية الشقيقة في مجال إدارة المياه، من خلال مشروعات تنموية تحقق المنفعة المشتركة، وتدعم استقرار وأمن الشعوب الإفريقية.