خطة وطنية لزيادة إنتاجية القمح وتحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول 2030
كتب-محمد أشرف
وضعت الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي خطة وطنية طموحة تستهدف رفع إنتاجية الفدان من القمح إلى 3.3 طن بحلول عام 2030، مقارنة بالمعدلات الحالية، وذلك في إطار جهود الدولة لتحقيق الأمن الغذائي وتقليل الفجوة في الحبوب الاستراتيجية، باعتبار القمح المحصول الأهم في حياة المواطن المصري.
زيادة الإنتاجية والتوسع في المساحات المزروعة
وتتضمن الخطة رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح تدريجياً من 47% في عام 2021 إلى نحو 70% بحلول عام 2030، بما يسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد، وتخفيف الضغط على النقد الأجنبي، فضلًا عن خفض فاتورة الواردات الغذائية التي تشكل عبئاً كبيراً على الموازنة العامة للدولة.
إجراءات زراعية وتقنيات حديثة
وتعتمد وزارة الزراعة على حزمة من السياسات لتحقيق هذه الأهداف، أبرزها التوسع في زراعة الأصناف عالية الإنتاجية، وتبني أساليب الري الحديث لترشيد استهلاك المياه، إلى جانب توفير الدعم الفني والإرشادي للمزارعين من خلال برامج تدريبية وندوات توعوية تساعدهم على تطبيق أحدث الممارسات الزراعية.
البحث العلمي ودور مراكز البحوث
كما تولي الخطة أهمية خاصة لدعم مراكز البحوث الزراعية في تطوير أصناف جديدة من القمح تتحمل التغيرات المناخية وتقاوم الآفات والأمراض، مع زيادة الاستثمارات في البحث العلمي ونقل التكنولوجيا الحديثة إلى الحقول، بما يضمن استدامة الإنتاج وتحقيق عائد أكبر للفلاح.
الأمن الغذائي أولوية وطنية
ويُعد القمح الركيزة الأساسية للأمن الغذائي في مصر، لكونه المصدر الرئيسي لإنتاج الخبز، السلعة الأكثر ارتباطاً بالحياة اليومية للمواطن. ومن ثم فإن التوسع في الإنتاج المحلي يمثل أولوية وطنية لمواجهة تقلبات الأسواق العالمية، وارتفاع أسعار الحبوب، والاضطرابات التي تشهدها سلاسل الإمداد الدولية.
انسجام مع رؤية مصر 2030
ومن شأن تحقيق هذه الأهداف أن يساهم في تقليص حجم الفجوة الغذائية، ودعم توجه الدولة نحو تعزيز الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية، بما يتماشى مع مستهدفات “رؤية مصر 2030” للتنمية المستدامة، التي تضع الأمن الغذائي في صدارة أولوياتها لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
ويعتمد نجاح الخطة على تكامل الجهود بين الحكومة والمزارعين والقطاع الخاص، لضمان تأمين احتياجات الأجيال المقبلة من القمح، وترسيخ مفهوم الأمن الغذائي كأحد أعمدة الأمن القومي المصري.
