أسعار الذهب تستقر في السوق المصرية رغم التوترات الجيوسياسية
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية استقرارًا في تعاملات صباح اليوم الاثنين، 30 يونيو 2025، وذلك في جميع الجرامات، وفقًا لآخر تحديث للأسعار داخل محلات الصاغة. يأتي هذا الاستقرار في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية التي تدعم أسعار المعدن الأصفر عالميًا.
ويُعزى ارتفاع الطلب على الذهب عالميًا إلى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مما يدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة. كما ساهم ضعف الدولار الأمريكي، الذي وصل إلى أدنى مستوياته منذ نحو شهرين، في جعل الذهب أرخص للمشترين بالعملات الأخرى، وبالتالي زيادة جاذبيته.
استقرت أسعار الذهب الرئيسية في السوق المصرية، حيث سجل جرام الذهب عيار 24 نحو 5260 جنيهًا مصريًا. يعتبر هذا العيار الأكثر نقاءً ويستخدم عادة في السبائك الذهبية.
أما جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا وشيوعًا في مصر، فقد بلغ سعره نحو 4590 جنيهًا. يفضله الكثيرون لملاءمته للمصوغات الذهبية والاستثمار على حد سواء.
وسجل سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 3940 جنيهًا. هذا العيار شائع في المشغولات الذهبية التي تتميز بالتصاميم المعقدة ويحتوي على نسبة أقل من الذهب الخالص.
وفيما يتعلق بالذهب ككتلة استثمارية، سجل سعر الجنيه الذهب نحو 36800 جنيهًا. يمثل الجنيه الذهب خيارًا مفضلاً للمستثمرين الراغبين في حيازة كميات أكبر من الذهب.
شهدت أسعار الذهب خلال الفترة السابقة تضاربًا واختلافًا بين ما يتم تداوله على المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي وما تعلنه الجهات الرسمية أو المتاجر المعتمدة. هذا التضارب يعكس حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق.
على الصعيد العالمي، لا يزال الذهب يتأثر بشكل كبير بالتوترات الجيوسياسية المتصاعدة. بدءًا من الأزمة الروسية الأوكرانية، مرورًا بانهيار وقف إطلاق النار في غزة، وانتهاءً بالتصريحات المفاجئة من الرئيس الأمريكي بشأن الرسوم الجمركية التي دخلت حيز التنفيذ مؤخرًا، كل هذه العوامل تزيد من حالة التذبذب في الأسواق العالمية وتدفع الذهب ليكون ملاذًا آمنًا.
يخضع سعر الذهب في السوق المصرية لعدة عوامل رئيسية تؤثر بشكل مباشر على تحركاته:
- السعر العالمي للمعدن الأصفر: يرتبط ارتفاع أو انخفاض سعر الذهب عالميًا بشكل وثيق بتحركات الدولار الأمريكي، والذي يتأثر بدوره بمعدلات الفائدة الأمريكية والسياسات المالية العالمية. كلما ارتفع الدولار، انخفضت جاذبية الذهب كاستثمار والعكس صحيح.
- سعر صرف الجنيه مقابل الدولار: أي تحرك في سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي ينعكس مباشرة على تكلفة استيراد الذهب، وبالتالي على سعره في السوق المحلية. ضعف الجنيه يعني ارتفاع تكلفة الذهب المستورد.
- العرض والطلب المحلي: يتأثر سعر الذهب أيضًا بقوى العرض والطلب داخل السوق المصرية. فمع اقتراب مواسم الزفاف والأعياد، يزداد الطلب على الذهب بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
- القرارات الاقتصادية: تؤثر القرارات الاقتصادية المحلية، مثل خفض الفائدة على الودائع أو فرض ضرائب على المدخرات، على جاذبية الذهب كاستثمار بديل، مما يؤثر بدوره على أسعاره.
من المتوقع أن يظل الذهب تحت المجهر في الفترة المقبلة مع استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسية والاقتصادية. ومع ذلك، فإن الاستقرار النسبي الذي شهده السوق المصري اليوم قد يوفر فرصة للمشترين والمستثمرين على حد سواء.