مساحة حرة

الصيف ومشاكل مزارع الأبقار.. المهندس رامي سمير يكشف أبرز المشكلات| خاص

كتب – أحمد أنور

 تواجه مزارع تربية الأبقار والجاموس سواء كانت للتسمين أم للحلاب عدد من التحديات التي يجب الانتباه لها بشكل مستمر، خاصة مع دخول فصل الصيف أيامه الأولى، وبينما تُشير التقارير إلى استقرار وبائي يبشر بالخير، تظهر في الأفق تحديات اقتصادية وتهديدات صحية عابرة للحدود، تلقي بظلالها على جهود المربين، وفي حوار خاص لـ «هواها بيطري» مع المهندس رامي سمير، صاحب مزرعة دانتكس للأبقار الحلاب والتسمين، الذي يكشف عن واقع القطاع، من صحة القطعان إلى أوضاع الأسعار، مرورا بالجهود المبذولة لحماية الثروة الحيوانية.

وفي هذا السياق أكد المهندس رامي سمير أن الوضع الوبائي في مزارع تربية العجول الكبيرة والمتوسطة وحتى أقل من المتوسطة يشهد استقرارا ملحوظا، مشيرا إلى أن الحالات المرضية الظاهرة تقتصر على بعض الحالات الفردية لدى صغار المربين والفلاحين، وهي غالبا ما تكون إصابات بالحمى القلاعية أو الوادي المتصدع، مؤكدا أن هذه الحالات “تحت السيطرة”.

وأضاف «سمير» إلى التحديات المناخية التي يفرضها فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة على القطعان، أن جميع المربين يتخذون احتياطاتهم اللازمة للتخفيف من وطأة الحرارة، وتشمل هذه الإجراءات استخدام المراوح المزودة برشاشات مياه، أو إنشاء مزلقات مخصصة لتبريد الحيوانات، وشدد على أن هذه التدابير الوقائية تساهم بشكل فعال في الحفاظ على صحة القطيع والحد من أي تأثيرات سلبية ناتجة عن درجات الحرارة المرتفعة.

وأشار إلى أنه بالنسبة لصغار المربين والفلاحين البسطاء في القرى، فإنهم يواجهون تحديات أكبر نظرا لمحدودية إمكانياتهم، ومع ذلك؛ أشاد بحرص الفلاح على توفير مظلة أو مكان ظليل لحيواناته تحت الأشجار، مؤكدا أن هذا الإجراء البسيط يساهم بشكل كبير في حمايتها من أشعة الشمس المباشرة ويقلل من المخاطر الصحية.

وشدد المهندس رامي أن هناك العديد من التهديدات الصحية التي دائما ما تطرق الباب على المزارع خاصة خلال فص الصيف مثل: الحمى القلاعية والتي تُعتبر من الأمراض المتوطنة، والتي شهدت انتشارا ملحوظا مؤخرا وأوضح أن نقص التحصينات الذي حدث خلال الأشهر الخمسة أو الستة الماضية سمح للمرض بالانتقال من الأسواق والمزارع الصغيرة إلى المزارع الكبرى، لا سيما مزارع التسمين التي لم تتمكن من توفير اللقاحات الكافية لمجموعات الاستقبال الجديدة، كما تأثرت بعض مزارع الأبقار الحلاب التي لم تحصل على الجرعة التنشيطية الدورية.

وأيضا الجلد العقدي وهو يبرز مع بدء فصل الصيف، كأحد التهديدات الرئيسية، ويُعد هذا المرض الفيروسي، الذي يتميز بسرعة انتشاره، مصدر قلق خاص، خاصة للمربين الذين لم يحصنوا قطعانهم أو استخدموا لقاحات غير فعالة، ولفت إلى أن هناك عاملا كبيرا يمكن أن يهدد إنتاجية المزارع وخاصة مزارع الألبان وهي الإجهاد الحراري، حيث يمكن أن يؤدي إلى انخفاض إنتاج الحليب بنسبة تصل إلى 30%.

ولم تقتصر التحديات على الجانب الصحي، فما زالت أسعار الأعلاف تمثل عبئا ثقيلا على المربين، وفي هذا السياق أفاد المهندس سمير بأن ارتفاع أسعار الأعلاف بما يصل إلى 2000 جنيه للطن، يؤثر بشكل مباشر على تكلفة الإنتاج ويقلل من هامش ربح المربي، ومشير إلى أن سعر الردة التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير اليومين الأخيرين وبدائلها شكل عبئا وتحديا على مدخلات الإنتاج، بالإضافة إلى الصويا والتي ارتفعت مؤخرا بحوالي 500 جنيه، ورغم توفر الصويا، إلا أن الزيادة في سعر الردة هي ما قد يسبب “ربكة” في السوق ويزيد من تكاليف التربية بشكل عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى