أخبار وتقارير

دعما للمزارعين الصغار وأصحاب الاستثمارات.. بحوث الإنتاج الحيواني ركيزة دعم الثروة الحيوانية

كتب – أحمد أنور

يلعب معهد بحوث الإنتاج الحيواني التابع لمركز البحوث الزراعية دورا حيويا في دعم وتطوير قطاع الثروة الحيوانية في مصر، ويهدف إلى تقديم الخبرات الفنية والاستشارية المتنوعة للمربين والمستثمرين، من صغار المزارعين إلى كبار المستثمرين. وفي هذا السياق أكدت الدكتورة صفاء صلاح سند، رئيس بحوث تربية الأبقار بالمعهد، على أهمية البحث العلمي التطبيقي ونقل المعرفة لضمان أعلى إنتاجية وعائد اقتصادي من الثروة الحيوانية في البلاد.

وأضافت أن المعهد يعمل على حل المشكلات التي تواجه المربين من خلال أبحاث تطبيقية تصمم بناء على خطط بحثية مدروسة، تعتمد على قاعدة بيانات دقيقة وسجلات تفصيلية للحيوانات، مما يتيح انتخاب السلالات المتميزة ذات الوراثة العالية، ويتم بعد ذلك نشر هذه التراكيب الوراثية المحسنة على مستوى الجمهورية، من الوجه البحري إلى الوجه القبلي، لتعزيز الإنتاجية الحيوانية، ويعتبر معمل التلقيح الصناعي بسخا مركزا حيويا في هذه العملية، حيث يساهم في نشر السلالات المحسنة على نطاق واسع.

ولضمان وصول الدعم الفني للمربين، أشارت “سند” أن المعهد يعتمد على قنوات تواصل متعددة، ويمتلك كل قسم بالمعهد، مثل قسم بحوث تربية الأبقار والجاموس والأغنام والماعز والأرانب وتغذية الحيوان وبحوث المخلفات، صفحات نشطة على فيسبوك تُستخدم لنشر أحدث الأبحاث، والإعلان عن الدورات والندوات، وتقديم حلول للمشكلات الشائعة. كما ينظم المعهد دورات وندوات مجانية بشكل مستمر لتبسيط نتائج الأبحاث العلمية وتقديمها بصورة عملية للمربين.

وقالت الدكتورة صفاء إنه مع التطور التكنولوجي، أصبح الوصول للمعلومات أسهل، حيث يمكن للمربين البحث عنها عبر الإنترنت أو متابعة الحلقات الإذاعية والتلفزيونية التي يشارك فيها خبراء المعهد على يوتيوب، بالإضافة إلى ذلك، يقدم المعهد خدمة إعداد دراسات الجدوى للمشروعات الجديدة، ويقوم بتوزيع نشرات إرشادية مجانية، مؤكدة أنا أبواب المعهد مفتوحة طوال الأسبوع لاستقبال المربين والمستثمرين، حيث يتواجد متخصصون لتقديم المشورة الفنية في كل جزئية من العملية، مثل: الانتخاب، الرعاية، والتلقيح الصناعي.

وأوضحت رئيس بحوث تربية الأبقار أن المعهد يولي اهتماما كبيرا بالحفاظ على الموارد الوراثية للأبقار والحيوانات الأخرى، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تواجه العالم، مشيدة بالأبقار البلدية المصرية واصفة إياها بأنها سلالة مقاومة للتغيرات المناخية والأمراض المتوطنة، على عكس السلالات الأجنبية التي قد تكون حساسة لهذه الظروف، لذلك؛ يتم التركيز على حفظ أصول هذه السلالات المنتخبة في بنك الجينات التابع لمركز البحوث الزراعية، استنادا إلى سجلات دقيقة توضح مواصفاتها وإنتاجيتها.

مقارنة بين مشاريع التسمين وإنتاج الألبان:

ومن ناحية الجدوى الاقتصادية، قالت أ.د صفاء صلاح سند، رئيس بحوث تربية الأبقار بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني إن مميزات مشاريع التسمين تختلف عن مشاريع إنتاج الألبان، حيث تعتبر مشاريع التسمين الأكثر رواجا بين صغار ومتوسطي المستثمرين لأن دوراتها سريعة، مما يتيح تحقيق الربحية في فترة قصيرة (حوالي سنة)، كما أنها تتطلب تكاليف إسكان أقل ولا تحتاج إلى تجهيزات مكلفة مثل المحالب، وتتميز بمرونة في التغذية حيث يمكن الاعتماد على المخلفات الصناعية والأعلاف الخشنة، إضافة إلى ذلك؛ فإن الحيوانات المخصصة للتسمين غالبا ما تكون أقل حساسية للظروف البيئية.

على الجانب الآخر، تعد مشاريع إنتاج الألبان أكثر ربحية على المدى الطويل للمستثمرين الكبار وذوي الخبرة، على الرغم من أنها تتطلب تكاليف تأسيس وتشغيل أعلى، وتتميز هذه المشاريع بدخل يومي ثابت من إنتاج الحليب، وحياة إنتاجية طويلة للبقرة قد تصل إلى 8 أو 9 سنوات، كما تتيح الاستفادة المزدوجة، حيث تستخدم العجلات كإحلال وتجديد للقطيع، بينما تُسمّن العجول الذكور لتحقيق عائد إضافي، ويمكن أيضا استغلال الحليب المنتج في تصنيع منتجات الألبان لزيادة الربحية، ولكنها تتطلب رعاية بيطرية وتغذية دقيقة لضمان إنتاجية عالية وصحة القطيع.

في الختام، يؤكد معهد بحوث الإنتاج الحيواني على التزامه بتقديم الدعم الفني والعلمي لجميع العاملين في قطاع الثروة الحيوانية، من خلال البحث والتطوير ونقل المعرفة، سعيًا لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة في مصر وفقا لرؤية مصر 2030.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى