الشتاء يهدد البلطي في الأحواض.. كيف تحمي زراعتك السمكية من النفوق؟
يواجه مربو أسماك المياه العذبة تحديات فنية كبيرة خلال فصل الشتاء تؤثر مباشرة على إنتاجيتهم، أبرزها نقص الزريعة والإصبعيات عالية الجودة، ومشكلات جودة المياه في الأحواض، إضافة إلى غياب برامج وقائية فعّالة لمكافحة الأمراض الميكروبية والطفيلية، ونقص الكوادر الفنية المتخصصة.
وتعد ظاهرة نفوق أسماك البلطي من أبرز الإشكاليات الشتوية التي تسبب خسائر كبيرة، إذ تُعد هذه الأسماك حساسة للغاية للبرودة. فالنطاق المثالي لنمو البلطي يتراوح بين 25 و30 درجة مئوية، بينما تتوقف عن التغذية والنمو عند 16–18°م، ويشكل 10°م الحد الأدنى لتحملها، ما يجعلها عرضة للنفوق في أوقات الصقيع.
أسباب نفوق البلطي
من أبرز أسباب نفوق البلطي انخفاض درجات حرارة المياه، نقص الأكسجين الذائب الناتج عن الجفاف أو ركود المياه أو تكاثر الطحالب، الأمراض المعدية والطفيليات، الإصابات أثناء الفحص، ومشكلات التشتية التي تزداد حدة عند انخفاض الحرارة إلى 8–10°م. كما تتأثر نسبة النفوق بحدة البرودة، مدة التعرض لها، نوع الأسماك وحجمها، حيث تُعد الأسماك المهجنة والبلطي الأحمر أقل قدرة على تحمل البرودة مقارنة بالنيلي والأوريا، وتتعرض الأسماك الكبيرة للنفوق أسرع من الصغيرة.
تقليل الخسائر
ولتقليل الخسائر، يُنصح بالالتزام بشروط أحواض التشتية، مثل ألا تزيد مساحة الحوض عن فدان، ويفضل نصف أو ربع فدان، وجودة الإنشاء، عمق الحوض لا يقل عن مترين، تربة طينية ثقيلة، إمكانية الري والصرف المستمر، واستخدام مياه آبار دافئة نسبيًا.
كما تشمل إجراءات الوقاية خلال التشتية استخدام أعلاف عالية البروتين للزريعة، رفع عمود المياه لأكثر من مترين، حماية الأحواض من الرياح الباردة، تغطية الأحواض جزئيًا في الأيام شديدة البرودة، تغيير المياه باستمرار في الأيام المشمسة، تقديم أعلاف غاطسة بمعدل 1% من وزن السمكة، إزالة الأسماك النافقة والمصابة فورًا، والالتزام بكثافة تخزين لا تتجاوز 100 ألف زريعة لكل حوض.
ويؤكد خبراء الثروة السمكية أن تطبيق هذه الإجراءات يضمن إنتاج إصبعيات قوية وكبيرة الحجم عند الحصاد، ويحد من الخسائر خلال فترات انخفاض درجات الحرارة.




