مزارعو أسوان يحولون المخلفات النباتية إلى أعلاف مستدامة لإنتاج حيواني أفضل
تولي الدولة المصرية اهتمامًا متزايدًا بتبني الحلول المبتكرة لتعزيز كفاءة الإنتاج الحيواني، عبر استغلال المخلفات الزراعية والسيلاج كبدائل مستدامة للأعلاف التقليدية، بما يسهم في تقليل الفجوة الغذائية للثروة الحيوانية وخفض تكاليف الإنتاج، إلى جانب الحفاظ على البيئة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكدت وزارة الزراعة أن الدولة تدعم بقوة تحويل المخلفات الزراعية إلى منتجات اقتصادية ذات قيمة مضافة، من خلال برامج التوعية والتدريب التي تنفذها وحدات إدارة المشروعات بالمحافظات المختلفة.
تدريب المزارعين على إنتاج السيلاج
وفي هذا الإطار، تعمل وحدة إدارة المشروعات بمحافظة أسوان على رفع الوعي بين المزارعين بطرق الاستفادة من المتبقيات الزراعية، حيث تم تنفيذ تدريبات عملية بعدد من القرى لتعريف المزارعين بكيفية إنتاج السيلاج واستخدامه كعلف مغذٍ للماشية.
وأوضح القائمون على المشروع أن السيلاج يعد حلا فعالا لمشكلة نقص العلف الأخضر في الفترات الواقعة بين المواسم الزراعية، كما يساهم في تقليل الاعتماد على الأعلاف المركزة، ويحقق تخلصًا آمنا من المخلفات الزراعية، ما ينعكس إيجابًا على البيئة ويحد من ظاهرة حرق المتبقيات الزراعية.
تدوير المخلفات الزراعية بدلًا من حرقها
وتعد المخلفات الزراعية كنزًا بيئيًا غير مستغل، إذ كان كثير من مزارعي قصب السكر في أسوان يقومون بحرق الأوراق الجافة وأعواد القصب (سفير القصب) بعد جمع المحصول بهدف مكافحة الآفات، إلا أن تلك الممارسات تتسبب في أضرار بيئية خطيرة.
ومع استمرار جهود التوعية والدعم الفني، بدأ المزارعون في الإقبال على استخدام ماكينات الفرم والتقطيع لتحويل المخلفات الزراعية إلى أعلاف صالحة للماشية، مما يعزز من دورة الاقتصاد الزراعي ويحافظ على التربة وجودة الهواء.
مشروعات شبابية لتدوير المخلفات
وفي إطار مبادرة “حياة كريمة” التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتواصل الجهود الحكومية في محافظة أسوان لدعم المشروعات الشبابية الصغيرة والمتوسطة في مجال تدوير مخلفات القصب وإعادة استخدامها لتحقيق القيمة المضافة للمنتجات الزراعية التي تشتهر بها المحافظة مثل المانجو والتمور.
ويجري حاليًا التنسيق مع أحد البنوك الوطنية لتوفير التمويل اللازم لهذه المشروعات، في ضوء سياسة الدولة لدعم رواد الأعمال الشباب وتوفير التسهيلات الائتمانية اللازمة لتشجيعهم على إقامة مشروعات إنتاجية وخدمية صديقة للبيئة.
نحو اقتصاد زراعي مستدام
وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية الدولة لتعزيز مفهوم الاستدامة البيئية، وتحقيق التوازن بين زيادة الإنتاج الزراعي والحفاظ على الموارد الطبيعية، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتحسين معيشة المواطنين في الريف المصري.



