وزير الزراعة ومحافظ الشرقية ونائب برنامج الأغذية العالمي يشهدون انطلاق موسم حصاد القمح بالشرقية
كتب-محمد اشرف
شهد معالي وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، السيد علاء فاروق، والمهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، والسيدة روسالا فانيلي، نائب مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في مصر، فعاليات افتتاح موسم حصاد القمح في قرية عرب البياضين بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية.
يأتي هذا الحدث في إطار مشروع “بناء القدرة على الصمود وتعزيز الأمن الغذائي للأسر الريفية الضعيفة في مصر”، الذي تنفذه وزارة الزراعة ممثلة في الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، وبتمويل كريم من الحكومة الألمانية. يستهدف المشروع دعم أكثر من 21 ألف و 400 أسرة في 75 قرية موزعة على أربع محافظات.
وخلال لقاء مفتوح مع عدد من مزارعي القرية على هامش الافتتاح، أكد وزير الزراعة على الأهمية القصوى للتعاون المثمر بين وزارة الزراعة وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. وأشار إلى الدور المحوري الذي يلعبه البرنامج في مصر من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة تهدف إلى دعم صغار المزارعين ورفع مستوى معيشتهم، خاصة في صعيد مصر والمناطق الريفية، بالإضافة إلى تعزيز حالة الأمن الغذائي في البلاد.
وأوضح الوزير فاروق أن وزارة الزراعة تولي محصول القمح اهتمامًا بالغًا وتقدم لكافة مزارعيه الدعم اللازم باعتباره من أهم المحاصيل الاستراتيجية التي تدخل في العديد من الصناعات الغذائية، وعلى رأسها إنتاج الخبز. وأضاف أنه جرى تواصل دائم ومستمر مع المزارعين طوال موسم الزراعة من خلال نخبة من علماء مركز البحوث الزراعية والمهندسين والمرشدين الزراعيين ومسئولي المكافحة، لتقديم الدعم الفني اللازم ونشر التوصيات الفنية المناسبة لضمان تحقيق أعلى إنتاجية وحماية المحصول من الأمراض والآفات.
كما أشار وزير الزراعة إلى جهود الوزارة في استنباط أصناف جديدة من القمح تتميز بمقاومتها للأمراض وتكيفها مع التغيرات المناخية وإنتاجيتها العالية. وأكد على توفير التقاوي الجيدة في الجمعيات الزراعية ومنافذ بيع التقاوي التابعة للوزارة، ونشر الخريطة الصنفية للمحصول مبكرًا لتحديد الأصناف التي تجود زراعتها في كل منطقة بهدف تحقيق أعلى إنتاجية. وأضاف إلى ذلك تنفيذ حملات وقوافل المكافحة والحقول الإرشادية والندوات وأيام الحقل لنشر أفضل الممارسات الزراعية الحديثة والجيدة بين المزارعين.
وأكد الوزير على توجيه أجهزة الوزارة بالمتابعة الحثيثة لعمليات الحصاد والتوريد في مختلف المحافظات من خلال غرف عمليات مخصصة للتعامل الفوري مع أي مشكلات قد تواجه المزارعين. كما أشار إلى توفير الميكنة الزراعية اللازمة من خلال أجهزة الوزارة والجمعيات الزراعية لتيسير أعمال الحصاد وتقليل الفاقد والجهد على المزارعين.
وتوقع الوزير فاروق أن يصل إنتاج القمح هذا العام إلى حوالي 10 ملايين طن، مشيرًا إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل عمليات توريد المحصول إلى الصوامع والشون بالسعر الذي حددته الدولة مبكرًا وهو 2200 جنيه للأردب، وذلك لتشجيع المزارعين على زراعة المحصول وتوريده.
من جانبه، أعرب المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، عن ترحيبه بزيارة وزير الزراعة للمحافظة، مثمنًا متابعته المستمرة لكافة الأنشطة الزراعية في مختلف أنحاء الجمهورية وتقديم الدعم والتسهيلات اللازمة لتنمية القطاع الزراعي، بالإضافة إلى جهود الوزارة في حل مشكلات المزارعين، وذلك في إطار توجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وتماشيًا مع خطوات التنمية الشاملة التي تشهدها محافظة الشرقية.
وأكد محافظ الشرقية على الاهتمام البالغ الذي توليه المحافظة لموسم حصاد القمح، خاصة بعد تصدرها للمركز الأول على مستوى محافظات الجمهورية في زراعته وتوريده خلال السنوات الماضية. وأشار إلى وجود متابعات يومية ومستمرة على أرض الواقع للاطمئنان على انتظام عملية التوريد وتقديم الدعم والتسهيلات اللازمة للمزارعين حتى الانتهاء من موسم الحصاد وتحقيق المستهدف، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية في هذا الشأن.
وأضاف المحافظ أنه لن يسمح بأي تهاون في أعمال التوريد هذا العام، التي تُعد بمثابة مهمة قومية، مطالبًا جموع المزارعين بالالتزام بتوريد القمح إلى الصوامع والشون المخصصة حفاظًا على الصالح العام، ومؤكدًا أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بعملية توريد الأقماح ولن تدخر جهدًا في تقديم الدعم والتسهيلات اللازمة للمزارعين بهدف تحسين مستواهم المعيشي والاقتصادي.
بدورها، قالت السيدة روسالا فانيلي، نائب مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في مصر: “زيارتنا اليوم إلى محافظة الشرقية، برفقة معالي وزير الزراعة واستصلاح الأراضي ومحافظ الشرقية، هي تذكير قوي بما يمكننا تحقيقه من خلال الشراكة. نحن نعمل مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لتعزيز الأمن الغذائي وزيادة قدرة المجتمعات الريفية في مصر على الصمود، من خلال توسيع نطاق الممارسات الزراعية المبتكرة، بما في ذلك نماذج توحيد الأراضي، والري بالطاقة الشمسية، وتحسين نظم القنوات، مما يساهم في توفير ما يصل إلى 30% من استهلاك المياه. ونحن فخورون بالعمل مع شركاء، من بينهم الحكومة الألمانية، التي ساهم دعمها في تحويل هذه المبادرات إلى واقع.”
وعلى هامش افتتاح موسم الحصاد، تفقد الحضور أنشطة مشروع بناء القدرة على الصمود وتعزيز الأمن الغذائي للأسر الريفية الضعيفة في مصر بقرية عرب البياضين، حيث تم افتتاح محطة ري تعمل بالطاقة الشمسية بقدرة 30 كيلو وات، بالإضافة إلى المسقى المطور بالقرية والبالغ طوله حوالي 570 مترًا، وذلك لخدمة 25 فدانًا بالقرية. كما تم تفقد آلات وماكينات الحصاد التي قدمها المشروع لدعم مزارعي المحافظة، والبالغ عددها 20 ماكينة لحصاد وضم وتربيط القمح، بهدف تقليل الفاقد والتكاليف والجهد.
من جهته، استعرض الدكتور علي حزين، رئيس مجلس إدارة الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، جهود المشروع بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، مشيرًا إلى أن هذا النموذج يعد نموذجًا عمليًا لتوحيد الحيازات لتجمعات تصل إلى 55 فدانًا وإجمالي عدد مستفيدين حوالي 126 مزارعًا بالقرية، بالإضافة إلى مسقى مطورة ومحطة طاقة شمسية، والتي ساهمت في زيادة الإنتاجية بنحو 20% وخفض فقدان المياه بنسبة 30% وتوفير ما يقارب 2500 لتر من الديزل في المتوسط.
وأضاف الدكتور حزين أن المشروع يتم تنفيذه في محافظات الشرقية وسوهاج والأقصر وأسوان، بما يشمل دعم 21,400 أسرة ريفية في 75 قرية، وذلك بهدف تعزيز الأمن الغذائي في مصر والتركيز على المجتمعات الريفية الأكثر ضعفًا، لا سيما صغار المزارعين، للتخفيف من تأثيرات الأزمات وبناء القدرة على الصمود في وجه التحديات المستقبلية، سواء كانت اقتصادية أو مناخية.
وأوضح أن المشروع ساهم في تحسين ممارسات الزراعة والري المستدامة في المجتمعات المستهدفة من خلال نشاط توحيد الحيازات الزراعية وتطوير المساقي وتعزيز الممارسات الزراعية الحديثة والجيدة لحوالي 20 ألفًا من صغار المزارعين وأكثر من 7000 فدان. ومن خلال تدريبات الممارسات الزراعية الجيدة والبذور المقاومة للحرارة وتوفير ميكنة زراعية حديثة، يساهم المشروع في تحسين إنتاجية المزارع بمتوسط 20%.
وأضاف أنه تم أيضًا إنشاء وحدات حصاد مجتمعية وتدريب العاملين عليها من خلال توزيع 75 ماكينة حصاد للقمح على الجمعيات الأهلية لدعم المزارعين في 75 قرية بهدف تقليل الفاقد وتحسين كفاءة الحصاد. كذلك تم ربط المزارعين بالأسواق لترويج المنتجات المحلية من خلال المشاركة في المعارض الزراعية المحلية والدولية.
وأشار إلى أنه تم أيضًا دعم تلك القرى بحوالي 75 جهازًا للإنذار المناخي المبكر بالجمعيات لتقديم توقعات الطقس وإرشادات الحد من أثر التغيرات المناخية على العملية الزراعية. كما تم العمل على تقوية البنية المؤسسية للمجتمع المحلي من خلال رفع كفاءة الهيئات والجمعيات الشريكة لتشكيل مجموعات منتجين للقمح وقيادة وتنفيذ الأنشطة التنموية.
فيما استعرض عدد من المزارعين خلال اللقاء تجاربهم ومدى الاستفادة من أنشطة المشروع بالقرية في سبيل تحقيق التنمية الريفية المستدامة.
حضر الفعاليات الدكتور أحمد عبدالمعطي نائب محافظ الشرقية، والمهندس مجدي عبدالله المشرف على مكتب وزير الزراعة، والدكتور حسن الفولي رئيس الهيئة العامة للإصلاح الزراعي، والدكتور أحمد عضام رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة، والدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، والدكتور علي حزين رئيس مجلس إدارة الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، والدكتور علاء خليل مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية، والدكتور أنور عيسى رئيس الإدارة المركزية لشئون المديريات، والمهندس أسعد منادي رئيس الإدارة المركزية للتعاون الزراعي، والمهندس عماد جنجن مدير مديرية الزراعة بالشرقية، وعدد من قيادات الوزارة والمحافظة وبرنامج الأغذية العالمي.