مقالات

نقص الفيتامينات والأملاح المعدنية وتأثيره على صحة عجول التسمين ج(2)

ثانيًا: الأملاح والمعـادن ودورها في الثروة الحيوانية

د. زغلول أحمد خضر
باحث أول – معهد بحوث الصحة الحيوانية بالمنصورة

تعد الأملاح والعناصر المعدنية لها دور كبير وأثر في الصحة والنمو بالأخص في الحيوانات، وكما أشرنا في الجزء الأول من المقال المتعلق بالفيتامينات نأتي للجزء الثاني.. فبجانب عناصر الكربون، والهيدروجين، والأكسجين، والنيتروجين- التي تشكل الجزء الأكبر من النسيج الرخو – فإن الجسم يحتاج أيضاً إلى الكالسيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والكبريت والكلور، والمغنسيوم، واليود، والكوبالت، والحديد، أما النحاس، والمنغنيز، والألمنيوم، الزنك. فتوجد على شكل آثار، ويحتمل أن تكون أساسية أيضاً.

إن كل العناصر الأساسية، سواء متحدة مع مركبات عضوية، أم موجودة لمركبات غير عضوية (أي إما متأينة، أو غير متأينة) توجد في الجسم. والملح (كلوريد الصـوديوم) مطلوب سواء مخلوطاً مع العلف أم حـراً في علب مـريحة
لاستعمال، ويقدم اعتياديا لأبقار الحليب بكميات قريبة من عليقة الحبوب، وأحيانا تقدم كميات أكبر بكثير – كما يحدث مع الدريس مثلاً ، ويحتمل أن يكون الملح المكون الأولي لحامض الهيدروكلوريك في العصارة المعدية، وبصفته هذه يلعب دورا مهما في عملية الهضم، وليست هناك أدلة تشير إلى أن إعطاء كميات مختلفة من الملح إلى الأبقار يحدث تغيراً في كمية الحليب أو تركيبه، وعلى أية حال.. فـإن مـحـتـوى الحليب من كوريد الصوديوم، يرتفع كلمـا تقـدم الزمن نـحـو نهـاية مـوسم الحليب.
يعود الضغط التناضحي (الإسموزى) للحليب بالكامل – إلى لاكتوزه، وبعض الأملاح الذائبة فيه مثل كلوريد الصوديوم، وأن العلاقة بين تركيز اللاكتوز والأملاح الذائبة في الحليب، هي علاقة متبادلة: فاللاكتوز يزداد عندما تقل الأملاح الذائبة والعكس صحيح. لا يرتبط الحجم الصغير لجزئية الصوديوم عضويا: مما يسمح له بالعبور السريع عبر أغشية معينة في
الجسم.
يعد الكالسيوم والفوسفور ضروريين ليس للمحافظة على التركيب العظمي للجسم وحسب، بل وكـذلك لإنتاج الحليب، وفي الحقيقة.. إن بقرة تنتج حليب جيـد، تكون عادة ذات توازن كالسيومي سلبي خلال الأشهر الثمانية الأولى من موسم الحليب، وذات توازن فوسفورى سلبي خلال أول شهرين من الموسم، ويبدو أن التوازن السلبي للمعادن أمرا طبيعيا خلال الجزء المبكر من موسم الحليب حتى عندما يكون هناك تزويد للأعلاف بالمعادن- ويجب أن يتم التعويض عنه بالخزن السريع للكالسيوم والفوسفور، مع تقدم موسم الحليب والحمل.

إن الأوزان السلبية للمكونات الغذائية المعدنية قد تعنى: إما نقصا في ما يتم استهلاكه، أو إخراجا أو طردا للاحتياطيات الممتصة سابقا، بغض النظر عن التجهيز الوفير المستمر، أو نقصا في الامتصاص. إن كلاً من التوازن الموجب والسالب قد يشيران _فقط_ تحت ظروف معينة، إلى تذبذبات غير مهمة نسبيًا، في الاحتياطيات الواسعة للمعادن، في جسم
الحيوان أثناء الخزن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى