معالجة الأمراض الاستقلابية (أمراض التمثيل الغذائي) في دجاج التسمين
في صناعة الدواجن، يُعدّ إنتاج لحم عالي الجودة أمرًا بالغ الأهمية لتلبية طلبات المستهلكين وضمان الاستدامة الاقتصادية. ومع ذلك، تشكّل الأمراض الاستقلابية في دجاج التسمين – مثل متلازمة الكبد الدهني والإجهاد التأكسدي – تحديات كبيرة أمام تحقيق الجودة المثلى للحوم. هذه الاضطرابات لا تؤثر فقط على صحة الطيور، بل تُضعف كذلك جودة اللحم الناتج.
أثر الأمراض الاستقلابية على جودة اللحم
ترتبط الأمراض الاستقلابية في الدواجن عادةً بأنظمة غذائية عالية الطاقة، ومقاومة هرمون الإنسولين، والانتقاء الوراثي من أجل سرعة النمو، مما يسبب اضطرابات في العمليات الحيوية الطبيعية، ويؤدي إلى آثار سلبية عدّة على جودة اللحم، منها:
تغيّر أنماط الدهون وزيادة ترسيب الدهون الحشوية
انخفاض القدرة على الاحتفاظ بالماء (بالإنجليزية: Water-Holding Capacity أو WHC)
الإجهاد التأكسدي وعمليات تفسّخ الدهون (بالإنجليزية: Lipid Peroxidation)
تدهور الصفات الحسية (مثل تغيّر النكهة، والملمس، والمذاق العام للحم دجاج التسمين)
مشكلات في جودة الذبيحة: مثل متلازمة الكبد الدهني التي تُقلل من نسبة التصافي ومردود الأحشاء و الخطوط البيضاء ، مما يؤثر على جودة الذبيحة ككل. كما أن الإجهاد الاستقلابي قد يُسهم في الإصابة باعتلالات عضلية مثل العضلة القاسية ، مما يضعف من جودة اللحم وقيمته التسويقية.
دور ” هيرب ال ليفر ” في دعم صحة الكبد وجودة اللحم
رغم أن هيرب ال ليفر صُمّم في الأساس لتحسين أداء دجاج التسمين من خلال تعزيز زيادة الوزن الحي، وتحسين معامل التحويل الغذائي ، وخفض معدلات النفوق، وتعزيز المناعة، إلا أنه أظهر مؤخرًا فعالية كبيرة في تحسين جودة اللحم.
يُستخلص هيرب ال ليفر من نباتات تحتوي على خصائص واقية للكبد، ومضادة للأكسدة، ومضادة للالتهاب، مما يُسهم في دعم وظائف الكبد وصحة الاستقلاب لدى دجاج التسمين. ويعمل هذا النهج الطبيعي على تحسين جودة اللحم من خلال النقاط التالية:
التأثيرات الواقية للكبد: يلعب الكبد دورًا أساسيًا في استقلاب الدهون، وإزالة السموم، واستغلال العناصر الغذائية. يحتوي هيرب ال ليفر على مركبات فعّالة حيويًا مثل:
الفلافونويدات (بالإنجليزية: Flavonoids)
المركبات متعددة الفينول (Polyphenols)
القلويدات (Alkaloids)
وهذه المركبات تحمي خلايا الكبد من الأذى الناتج عن الإجهاد الاستقلابي
.
الخصائص المضادة للأكسدة والالتهاب: يُعد الإجهاد التأكسدي عاملًا رئيسيًا في تدهور جودة اللحم لدى الطيور المصابة بالأمراض الاستقلابية. يحتوي ” هيرب ال ليفر ” على نسبة عالية من مضادات الأكسدة مثل:
المركبات الفينولية (Phenolic Compounds)
العفصات النباتية (Tannins)
التي تقوم بتحييد الجذور الحرة، وتقليل تفسّخ الدهون، وكبح الاستجابات الالتهابية.
تحسين استقلاب الدهون: يمنع ” هيرب ال ليفر ” تراكم الدهون الحشوية وظهور متلازمة الكبد الدهني من خلال تعزيز تحرّر الدهون من الكبد.
تعزيز صحة الأمعاء واستغلال المغذّيات: يعمل الكبد السليم جنبًا إلى جنب مع الميكروبيوم المعوي المتوازن لتحسين الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.
يُعزز ” هيرب ال ليفر ” صحة الأمعاء عبر:
زيادة أعداد البكتيريا النافعة مثل اللاكتوباسيلوس (Lactobacillus)
تقليل أعداد البكتيريا الممرضة مثل الإشريكية المعوية (Enterobacteriaceae)
تقليل مقاومة الإنسولين (خاصة في الطيور الأكبر عمرًا): تُعدّ مقاومة الإنسولين عاملًا رئيسيًا في تراكم الدهون داخل الأحشاء، ويساعد “عشبة-الكل للكبد” على زيادة حساسية الخلايا لهرمون الإنسولين.
تحسين خصائص جودة اللحم: يُسهم ” هيرب ال ليفر ” في تحسين مؤشرات رئيسية مثل:
القدرة على الاحتفاظ بالماء (WHC)
درجة الحموضة (pH)
الملمس
الخصائص الحسية (مثل الطعم والرائحة واللون)
دراسة حالة
في دراسة حديثة، وبالإضافة إلى التحسّن في معايير الإنتاج مثل زيادة الوزن الحي، ومعامل التحويل الغذائي، وانخفاض معدل النفوق، وتحسن الاستجابة المناعية بعد التطعيم، تم أيضًا تقييم أثر ” هيرب ال ليفر ” على جودة اللحم.
أظهرت النتائج أن دجاج التسمين الذي تم تزويده بهذا المكمل النباتي قد أظهر:
تباطؤ في انخفاض درجة الحموضة في العضلات بعد الذبح (
pH(
تحسّن في القدرة على الاحتفاظ بالماء
(WHC)
انخفاض في مستويات المواد التفاعلية مع حمض الثيوباربيتوريك
(بالإنجليزية: Thiobarbituric Acid Reactive Substances أو TBARS)
وهي مؤشر على تأكسد الدهون
تحسّن في الصفات البصرية للحوم خلال الفحص، بما في ذلك:
السطوع (Lightness)
الاحمرار (Redness)
اللون البني (Brownness)
علاوة على ذلك، تم تحسين مدة صلاحية اللحم كما دلّ عليه الانخفاض الملحوظ في عدد البكتيريا الهوائية المتوسطة
(بالإنجليزية: Mesophilic Bacterial Counts)
الحرارة ، مما يقلّل من سرعة تلف اللحم ويُقلّل خطر التسمم الغذائي لدى المستهلكين.