مصر تستعرض جهودها لتعزيز الرعاية الصحية في جمعية الصحة العالمية
شاركت وزارة الصحة والسكان المصرية بفاعلية في الدورة 78 لجمعية الصحة العالمية المنعقدة في جنيف بسويسرا، تحت شعار “عالم واحد من أجل الصحة”. تركزت مشاركة مصر في جلسة حوارية حول “تمويل الصحة”، حيث مثلها الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة، نيابة عن الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان.
واستعرض الدكتور قنديل في كلمته التزام الدولة المصرية بمواصلة جهودها نحو بناء نظام صحي قوي وعادل، مؤكدًا حرصها على تأسيس نظام رعاية صحية مرن يرتكز على التغطية الصحية الشاملة كأولوية قصوى، وذلك على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية والإقليمية. وأشار إلى أن نظام التأمين الصحي الشامل، الذي تم إطلاقه في عام 2019، يمثل حجر الزاوية في هذه الجهود، مع استهداف تغطية 12.8 مليون مواطن بنهاية المرحلة الثانية، ومواصلة التوسع في تطبيقه بمختلف محافظات الجمهورية.
ولفت نائب الوزير إلى أن ميزانية الصحة في مصر تضاعفت أربع مرات منذ عام 2014، حيث حرصت الحكومة المصرية على زيادة موازنة قطاع الصحة بنسبة 30% في العام المالي 2023/2024، مع خطط لزيادة إضافية بنسبة 25% في موازنة 2025/2026. وتساهم هذه الزيادات في تحسين الخدمات الطبية، وتوافر الأدوية، وتطوير المستشفيات والوحدات الصحية. كما خصصت الدولة أكثر من 120 مليار جنيه لتطوير البنية التحتية الصحية، ويجري العمل على 1300 مشروع لتحسين خدمات الرعاية الصحية، مما يعكس اهتمام الدولة البالغ بتعزيز هذا القطاع الحيوي.
وتطرق “قنديل” إلى دور قطاع الدواء في دعم المنظومة الصحية، مستعرضًا جهود وزارة الصحة بالتعاون مع هيئة الدواء المصرية وهيئة الشراء الموحد لزيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، والتوسع في التصدير بهدف تعزيز الأمن الدوائي. كما أولت الوزارة اهتمامًا كبيرًا بملف مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، حيث تم إطلاق خطة وطنية في عام 2018 تهدف إلى الوصول إلى نسبة 60% من الاعتماد على المضادات الحيوية من فئة الإتاحة، مما يسهم في تقليل خطر ظهور مقاومة المضادات الحيوية.
وتناول نائب وزير الصحة التحديات الصحية الكبرى التي تواجه الدولة، وفي مقدمتها الأمراض غير المعدية التي تتسبب في 86% من الوفيات، بالإضافة إلى تحديات الصحة النفسية وتغير المناخ. وأشار إلى أن الدولة تتبنى نهجًا يجمع بين التوسع في مشروعات البنية التحتية الصحية على نطاق واسع وتعزيز دور القطاع الخاص في دعم المنظومة الصحية.
واختتم الدكتور قنديل كلمته بالتأكيد على أن النهوض بمنظومة الصحة جزء لا يتجزأ من رؤية مصر 2030، سعيًا نحو تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص في الرعاية الصحية. ويتم ذلك من خلال تحسين جودة الخدمات، والاعتماد على التكنولوجيا، وتنمية الكوادر الطبية. وشدد على أن الدولة تمضي قدمًا نحو بناء نظام صحي قوي قادر على مواجهة التحديات من خلال التعاون المحلي والدولي، والاستثمار في القوى البشرية والبنية التحتية، والاعتماد على التحول الرقمي كركيزة أساسية في تطوير القطاع الصحي.