أخبار وتقارير

مصر تحقق طفرة في صناعة الدواجن وتتجه نحو الاكتفاء الذاتي والتصدير

كتب-محمد اشرف

أكد المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، على الأهمية القصوى لتطوير وتنمية الثروة الحيوانية والداجنة في مصر، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يهدف إلى تلبية الزيادة السكانية المتطردة ورفع متوسط نصيب الفرد من المنتجات البروتينية الحيوانية. وأوضح أن وزارة الزراعة تبنت عدة محاور استراتيجية لدعم صغار المربين والمزارع النظامية بهدف زيادة الإنتاج وتحقيق التنمية المستدامة لهذا القطاع الحيوي.

وفي هذا السياق، استعرض نائب وزير الزراعة المشروعات القومية الضخمة التي تنفذها الوزارة في مجال الثروة الحيوانية، وعلى رأسها المشروع القومي للبتلو الذي نجح في توفير تمويلات ميسرة تجاوزت 9.3 مليار جنيه لأكثر من 44 ألف مستفيد، مما ساهم في تربية وتسمين أكثر من نصف مليون رأس من الماشية في قرى مبادرة “حياة كريمة”. كما أشار إلى المشروع القومي للتحسين الوراثي الذي يهدف إلى تطوير سلالات مصرية ذات إنتاجية عالية وقادرة على التكيف مع الظروف البيئية المحلية، بالإضافة إلى المشروع القومي لتطوير مراكز تجميع الألبان الذي وصل بعدد المراكز النموذجية إلى 296 مركزًا، منها 41 مركزًا في مجمعات “حياة كريمة”.

وفي إنجاز يعكس جودة الإنتاج المصري، أعلنت المنظمة العالمية للصحة الحيوانية عن اعتماد 14 مزرعة لإنتاج الألبان في مصر كمنشآت خالية من مرضَي الدرن البقري والبروسيلا لـ 41 قطيعًا من الأبقار الحلوب.

أما في مجال الثروة الداجنة، فقد صدرت قرارات جمهورية تهدف إلى فتح آفاق الاستثمار في الظهير الصحراوي لإنشاء مشروعات متكاملة بعيدًا عن مناطق الوادي والدلتا المزدحمة. وقد بدأت بالفعل بعض هذه المشروعات في الإنتاج والتصدير، بالتنسيق مع البنوك الوطنية والاتحاد العام لمنتجي الدواجن لتوفير الدعم اللازم لتطوير المزارع وتحويلها إلى النظام المغلق، مما يساهم في زيادة الإنتاج وتقليل التكاليف وتحسين العائد الاقتصادي.

كما تم اعتماد مصر كدولة تعتمد المنشآت الداجنة المعزولة وفقًا لمعايير المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، وتم تسجيل 40 منشأة يمكن من خلالها تصدير فائض الإنتاج. وقد شهدت مصر بالفعل تصدير منتجاتها الداجنة لأول مرة منذ أكثر من 17 عامًا، وجاري تسجيل المزيد من المنشآت من قبل الهيئة العامة للخدمات البيطرية.

وأوضح المهندس مصطفى الصياد أن حجم الاستثمارات في صناعة الدواجن تجاوز الـ 100 مليار جنيه، وأن الإنتاج التجاري وصل إلى 1.4 مليار طائر تسمين، بالإضافة إلى 320 مليون طائر في القطاع الريفي. وأكد أن الإنتاج المحلي من دواجن التسمين يغطي 97% من الاحتياجات، بينما تحقق مصر الاكتفاء الذاتي من بيض المائدة بإنتاج 14 مليار بيضة سنويًا. وتوفر هذه الصناعة حوالي 3.5 مليون فرصة عمل، ويبلغ نصيب الفرد من لحوم الدواجن حوالي 20 كجم سنويًا ومن بيض المائدة حوالي 140 بيضة سنويًا.

وفي إطار التنمية المستدامة للثروة الحيوانية والداجنة، أشار نائب وزير الزراعة إلى عدة عوامل داعمة، من بينها الحصر الإلكتروني الشامل للثروة الحيوانية والداجنة وإنشاء قواعد بيانات وخرائط تفصيلية تدعم اتخاذ القرارات الصائبة. كما تم تبسيط إجراءات تراخيص التشغيل مع الالتزام بمعايير الأمن الحيوي، مما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد التراخيص الصادرة.

وأضاف أنه تم استثناء صغار المربين من الشكل القانوني للتمويل وتسهيل إجراءاته، بالإضافة إلى تكثيف الرقابة على صناعة وتداول الأعلاف لضمان جودتها. كما تم زيادة الطاقة الإنتاجية للقاحات الدواجن وتطوير الوحدات البيطرية وتوفير القوافل العلاجية المجانية.

وأكد على رفع كفاءة مراكز التلقيح الاصطناعي وتدعيمها بالطلائق المحسنة، بالإضافة إلى إعفاء مشروعات الثروة الداجنة والحيوانية من الضريبة العقارية وخامات الأعلاف المستوردة من ضريبة القيمة المضافة.

وفي الختام، أوضح المهندس مصطفى الصياد أنه بفضل الجهود المبذولة، تم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن وبيض المائدة والألبان الطازجة، بل وتتجه مصر نحو تعزيز صادراتها من هذه المنتجات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى