لماذا لا يوجد رد فعل من الطيور عند تعرضها للافتراس؟.
قال د. قاسم العراقي، الأستاذ المساعد بقسم سلوكيات الحيوانات ورعايتها بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، على تساؤلات حول الإحساس عند الدواجن، وهل الدواجن تشعر بالألم الناتج عن الجلد؟
وأضاف “العراقي” في برنامج “أسرار الدواجن” المذاع على راديو “هواها بيطري”، أن هناك الكثير من الباحثين أكدوا أن الإحساس لدى الطيور ضعيف جدا، واستدلوا على ذلك أن الطيور التي تتعرض للإفتراس من قبل الطيور الأخرى لا تقوم بأي رد فعل تجاه ذلك الإفتراس أو النقر الذي قد يصل إلى الأحشاء الداخلية لدى الطائر الجريح فدل ذلك الأمر على أن الطيور ليس لديها مستشعرات للإحساس على الجلد مثل الإنسان.
وأضاف أن هناك بعض الباحثين في سلوك الطيور قالوا بأن الطيور تمتلك الإحساس عن طريق الجلد من خلال بعض المستشعرات الكيميائية والحرارية الموجودة على الجلد لكن تلك المستشعرات توجد في الأماكن الخالية من الريش أو قليلة الريش، لذلك عندما يتم افتراس الطائر من الطيور الأخرى في منطقة كثيفة الريش يكون الإحساس ضعيف جدا بينما إذا تم افتراسه في منطقة خالية من الريش فإنه يتعرض لألم شديد، واستدلوا على ذلك بأن الطيور داخل المزرعة تشعر بدرجة حرارة العنبر فعندما يكون الجو باردا ويتم تشغيل المدفأة لهم نرى أنهم يجتمعون حول مصدر الدفء وهذا دليل على أنهم يشعرون بدرجة حرارة الغرفة عن طريق الجلد، وعلى النقيض نجد الدواجن عندما تشعر بالحرارة فإنهم يبتعدون عن المدفأة أو مصدر الحرارة ويتجهون إلى الحوائط أو فتحات التهوية للتخفيف من درجة الحرارة أو ما يسمى بـ”منطقة الحرارة المثالية” أو “الارتياح الحراري”.
الإجهاد والارتياح الحراري
وأكد د. قاسم العراقي، أن الكثير من المزارعين يلاحظون تغيرا واضحا في السلوك خلال فصل الصيف ما يطلق عليه “الإجهاد الحراري” وبالأخص في نظام المزارع المفتوحة حيث يلاحظ المربون بأن الطيور تخرج من منطقة الارتياح الحراري وتظهر عليها علامات الإحساس بدرجة الحرارة العالية عن طريق اللهث والحفر بالأرضية والاتجاه إلى الأماكن الأكثر برودة، فيجب عند ذلك قيام المربون بتخفيف أثر الحرارة عن الدواجن عن طريق رذاذ الماء البارد أو استخدام المواد الملطفة في الماء مثل الثلج ويمكن استخدام مضدات الإجهاد والتي تساعد الطيور على مقاومة الحرارة أو الإجهاد الحراري.
وتابع، أيضا نلاحظ في مزارع البياض وأمهات في حالة الإصابة بالطفيليات أو الأمراض الجلدية مثل الفاش فنجد عندما تتعرض الدواجن لذلك تظهر عليها علامات الإحساس حيث تقوم الدواجن بتغطية الجسم بالتراب لكي يحمل تلك الطفيليات أو أي حشرات تهاجمها ثم تقوم بهز جسمها بسرعة شديدة لإزالة هذا التراب المحمل بتلك الطفيليات أو الحشرات وهذا دليلا على شعور الطيور بأثرها على الجلد.
وأضاف د. قاسم العراقي، أن أقوى دليل على الإحساس الخارجي للدواجن يمكن أن يلاحظ في المنقار، حيث يملك الطيور بعض المستقبلات الميكانيكية في طرف المنقار تساعد الطائر على الإحساس عند البحث عن الطعام فيشعر بالأشياء الصلبة والأشياء السائلة والأشياء الباردة أو الساخنة أو الأشياء الخشنة حيث يشعر بالألم من خلاله عندما يقوم بنقر شيئا يسبب له ألم.
وذكر أنه يمكن من خلال ذلك السر وهو الإحساس لدى الدواجن بأن نجد بعض اللغات التي تفيدنا في التعرف على السلوكيات الخاصة بها والاستفادة في توفير طرق الرعاية المناسبة لها.