شائعات الفيروسات والمستورد وضعف السوق المحلي.. “السقا” يكشف أسباب تراجع أسعار الدواجن
كتب – أحمد أنور
شهد سوق الدواجن المصري تراجعا ملحوظا في الأسعار خلال الفترة الماضية، بعد ارتفاعات قياسية لامست 95 جنيها للكيلوجرام، ووصلت الأسعار حاليا إلى مستويات تتراوح بين 67 و68 جنيها للكيلوجرام الواحد، وفقا للمهندس منير السقا، صاحب شركة “السقا” للإنتاج والتسويق الداجني.
وأرجع المهندس منير السقا في تصريحات خاصة لـ”هواها بيطري” هذا التراجع الحاد إلى عدة عوامل متزامنة، أبرزها انتشار الشائعات حول وجود فيروس يصيب الدواجن بالمزارع، والتي نفتها بشكل قاطع وزارتا الصحة والزراعة والطب البيطري وكافة الجهات المعنية، وأوضح السقا أن هذه الشائعات، رغم نفيها، أثرت سلبا على القوة الشرائية للمستهلك، حيث تراجع الطلب على الدواجن البيضاء المحلية بشكل كبير.
المستورد البرازيلي يضغط على المنتج المحلي سلبا
وبالتزامن مع انتشار الشائعات، أشار “السقا” إلى دخول الدواجن المستوردة، خاصة البرازيلية، إلى السوق المصري بأسعار أقل من المنتج المحلي، وقال: “عندما وصل سعر الكيلوجرام المستورد إلى 90 جنيهًا بعد أن كان 100 جنيه، بينما كان المحلي بأسعار أغلى، وجدت المجازر نفسها مضطرة لتقليل نسبة عملها إلى 25%، بعد أن كانت قد وصلت إلى حوالي 75% قبل العيد بأسبوعين.”
وأضاف “السقا” أن هذا التراجع في شراء المجازر، التي تعد القوة الشرائية الأساسية للمنتج، أثر سلبا على سحب الدواجن من المزارع، قائلا: “المزارع التي كانت تخرج 10 إلى 20 سيارة من الإنتاج، أصبحت تخرج سيارتين أو ثلاث فقط لتغطية الطلبات العاجلة، نظرا للضربة الشديدة التي تعرضت لها من المنتج المستورد الأرخص”.
تراكم الأوزان الثقيلة وضعف القوى الشرائية مع عيد الأضحى ساهمت في التراجع
وأكد “السقا” أن ما زاد من تفاقم الأزمة؛ تراكم الأوزان الثقيلة من الدواجن (2.5 إلى 3 كجم) في المزارع، تزامنا مع دخول عيد الأضحى المبارك، الذي يُعد “عيد لحمة” بامتياز، مما يقلل من الطلب على الدواجن، موضحا أن “زيادة العرض مع ضعف الطلب، بالإضافة إلى التحويل الجيد للدواجن في ظل تحسن الجو واستقرار أسعار الأعلاف، ساهم في هذا التراجع”.
ونفى المهندس السقا بشدة أي مزاعم حول وجود فيروسات حقيقية، مؤكدا أن “كلمة فيروس هذه مجرد شائعة مجردة، هدفها تشجيع المستورد من الخارج”، مضيفا: “حتى المربي ساهم في نشر هذه الشائعات بعرض صور قديمة وغير حقيقية، معتقدا أنها ستكون لصالحه، ولكنها ارتدت عليه سلبا”.
مستقبل التعافي والنشاط وتوقعات الأسعار
وعلى الرغم من أن سعر الكتكوت كان مرتفعا في الدورات السابقة، حيث وصل إلى 35-37 جنيها، وهو ما أثر على تكلفة الإنتاج الحالية، إلا أن المهندس السقا يرى بوادر لتحسن الوضع. وقال: “سعر الكتكوت حاليًا يتراوح بين 18 و22 جنيهًا، وهذا يبشر بدورات قادمة بتكلفة أقل”.
وتوقع المهندس منير السقا أن تشهد الأسعار استقرارا وتعافيا قريبا، قائلا: “الأسعار ما دون السبعين جنيها لن تستمر طويلا، وخلال أقل من 10 أيام، نتوقع تعديلا في السوق نحو الأفضل، حيث ستعود المجازر لسحب المنتج بكامل طاقتها بعد الانتهاء من المخزون السابق، وسيستقر السوق ويعود للتعافي إن شاء الله”. وطمأن المربين بأن الأسعار الحالية، وتحديدا ما حول 70 جنيها، قد تُمكن المربي الذي يعمل بأسس صحيحة من “لملمة نفسه وتحقيق هامش ربح مقبول، خاصة مع استقرار أسعار الأعلاف وتحسن الظروف الجوية التي تزيد من معدلات التحويل”.